مقالات

لماذا سيشهد عام 2016 المزيد من التعاون بين الاتحاد الأوروبي والأردن؟

andreafontanaeu.jpg

أخبار الاردن – نبراس نيوز – كتب السيد سفير الاتحاد الأوروبي  سعادة السفير أندريا ماتيو فونتانا :

 

شهدت علاقة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والأردن مطلع عام مليء بالأحداث.

وسيتم تعميق هذه العلاقة في الأشهر القادمة خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة.

إن الأزمة السورية التي طال عمرها، تدفع المستضعفين من الناس إلى البحث عن ملجئ في الدول المجاورة لا سيما الأردن الذي استضاف حتى الآن عدداً هائلاً من اللاجئين من سوريا ومن دول أخرى كالعراق.

وبطبيعة الحال، يؤثر هذا على نمو الأردن اقتصادياً وعلى فرص دخوله الأسواق السورية والعراقية واللبنانية. كما إننا نواصل رصد توجهات الجماعات المتطرفة في المنطقة والتي ترفع شعارات تحرض على العنف وتشكل خطراً أمنياً على الأردن ودول الجوار فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.

إن المملكة الأردنية الهاشمية شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط.

وإننا بذلك نثمن الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة سعياً لتحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة الجهود المبذولة في عملية السلام في الشرق الأوسط، ومشروع الاتحاد من أجل المتوسط، والحرب على الإرهاب والتطرف. ونظراً للعواقب التي خلفتها التطورات في المنطقة على الاقتصاد الأردني، سنستمر في دعم الاردن في مساعيه نحو إيجاد حلول للضغوط الداخلية التي يواجهها.

فالتعاون الثنائي بيننا يهدف إلى إدخال إصلاحات رئيسية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع التركيز على سيادة القانون، والنمو الاقتصادي، والتشغيل، وتنمية القطاع الخاص، والطاقة المتجددة و كفاءة الطاقة .

إلا أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والأردن تذهب إلى ما هو أبعد من السياسة والاقتصاد والتعاون المالي. فنحن نفتخر بالصلات التي تربط شعوبنا بعضها ببعض.

إن هذا الترابط هو ثمرة عقود من العمل المسخر لهذه الغاية.

فالدعم الأوروبي يشمل برامج ثقافية وتعليمية تجعلنا نشهد عدداً متزايداً من الأردنيين يدرسون في أوروبا و يستفيدون من الفرص المتاحة للدراسات العليا في أفضل الجامعات الأوروبية.

إن هذاالنوع من التبادل الإبداعي يثري ويعزز التفاهم بيننا.

الزيارة الأخيرة لجلالة الملكة رانيا العبدلله إلى بروكسل ساهمت في ترسيخ هذه العلاقة القوية والمميزة بين الطرفين.

حيث التقت جلالة الملكة برئيس المفوضية الأوروبية جون كلوديونكر، والممثلة العليا/نائب رئيس المفوضية فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان.

بحث الرئيس يونكر مع جلالة الملكة الوضع غير المستقر في المنطقة، لا سيما الأزمة في سوريا.

ودعت جلالتها إلى حشد المزيد من الدعم الدولي لقطاع التعليم في الأردن الذي يواجه ضغطاً جراء دخول عدد كبير من الأطفال السوريين الحريصين على مواصلة الدراسة في المدارس الأردنية.

كما تحدثت الملكة عن التحديات الداخلية التي تشهدها  المجتمعات المضيفة في المملكة.

تلت زيارة جلالة الملكة مشاركة معالي وزير الخارجية ناصر جودة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل.

وهناك أعرب معاليه عن مخاوف الأردن في المنطقة خاصة فيما يرتبط بالإرهاب والأمن.

ودعا جودة إلى تقديم المزيد من الدعم للتعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين في الأردن.

وقد أتاح هذا الاجتماع فرصة التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي يشارك دول الجوار المخاوف نفسها وهو حريص على مجابهة هذه التحديات مع تلك الدول من خلال تعميق العلاقات الثنائية.

إن الاتحاد الأوروبي يقف في مكان يمكنه من الاستجابة لمثل هذه المخاوف.

وإننا إذ نقدرعالياً سخاء الأردن في دعمه للاجئين رغم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي أنشأتها هذه الأزمة، ندرك تماماً بأن الأردن بحاجة إلى المزيد من الدعم.

استجابة لدعوات المملكة لرفع مستوى تقاسم الأعباء، وصل الدعم المالي المقدم من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه منذ بداية الأزمة السورية إلى ما يزيد عن مليار يورو للأردن ، وإن هذا الدعم ماضٍ  في النمو، ويشمل الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مداد) الذي أنشأ حديثاً لزيادة المساعدات الإنسانية.

فضلاً عن ذلك، فإن المؤتمر الدولي الذي سيعقد في لندن في الرابع من شباط سيؤكد تصميمنا على الاستجابة للأزمة السورية.

وسيعمل الاتحاد الأوروبي في المؤتمر على كشف النقاب عن المزيد من التدابير التي تعمل على زيادة التعاون بيننا وبين الأردن.

وسيشمل هذا الدعم سبل تقوية الصمود الاقتصادي الأردني من ناحية، وزيادة فرص الأردنيين واللاجئين السوريين لدخول سوق العمل من ناحية أخرى.

هذه هي الأسباب التي ستدفع الاتحاد الأوروبي تجاه توطيد التعاون مع الأردن واستخدام كافة الأدوات لزيادة الدعم له.

إن العمل على مواءمة رؤانا وتوحيد أنشطتنا وتعزيزالتعاون بيننا عناصر جوهرية للحفاظ على علاقاتنا الثنائية، والتي بدورها تساهم في إيجاد الحلول للأزمات في المنطقة، وتعمل على رسم مستقبل مشرق للشعب الأردني ومنطقة الجوار المشترك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى