أمين زيادات يكتب: مهنية النقد وإنتقاد المهنية !!
أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات..يُعرّف النقد بالمفهوم اللغوي (أن شخص مختص ينتقد مختص آخر بنفس التخصص بعد فحص ودراسة المكتوب أو المنطوق ، حيث يُبيّن الناقد سلبيات وإيجابيات ما كُتب أو ما نُطق).
وعليه فإن الكاتب أو القائل لا بد أن يكون مختصاً بالشأن الذي يكتب به أو يحاور به ، ومن ينتقد لا بد أن يكون مختصاً بنفس الشأن أو التخصص.
ولكن ما نشاهده ونسمعه على كثير من الفضائيات والإذاعات ومواقع التواصل الإجتماعي بعيد كل البعد عن التخصص إن كان في المعلومة أو النقد.
وسبب ذلك أن كثير من الفضائيات والإذاعات ومواقع التواصل الإجتماعي (البث المباشر) تعتمد على الصوت العالي والإساءة من أشخاص ليسوا مختصين بما يتحدثون به ويتم إعطاء معلومات نصفها غير صحيح والنصف الآخر مغلوط إن كانت عن الفساد أو سوء الإدارة وغيرها، مع احترامي لكثير من المختصين الذين يزودون بمعلومات مهنية نحتاجها في حياتنا.
ومع ذلك يتم التفاعل معها من الجمهور وتداولها ونقلها ونقدها من أشخاص متابعين ولكن ليسوا مختصين.
النقد مباح إن كان انتقاد شخصية عامة أو مقال أو مقابلة ولكن النقد لا يعني الإساءة ولا يعني التجريح ولا يعني التلفظ بألفاظ نابية، النقد هدفه النصيحة وتصحيح المعلومة إذا صدر من مختص أو مُطّلِع.
النقد له مهنية وهو في الأصل مهنة، وانتقاد المهنية مطلوب ولكن من مختص أي مهنته ناقد.
وهناك فرق كبير بين النقد وإبداء الرأي فالنقد كما قلت مهنة لها ناسها ولكن إبداء الرأي حق للجميع وهناك أيضاً فرق كبير بين الحرية والإنفلات فالحرية حق لكل مواطن أما الإنفلات فهي الحرية المغلوطة أو الحرية المطلقة وهذه الحرية غير موجودة بكل العالم.
فلا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة بل هناك قوانين وأنظمة تنظم هذه الحرية حتى لا يعتدي طرف على آخر وكما قال الفقيه الفرنسي مونتسكيو في كتابه روح الشرائع (الحرية هي ما يسمح بها القانون) وقال أيضاً (تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين).
فبدون أنظمة وقوانين تنظّم علاقات الأفراد والجماعات لا يمكن أن نعيش في أمان بل على العكس نعيش في غابة القوي يأكل الضعيف، لذلك علينا أن نستعمل هذه الحرية بأصولها وضوابطها وإلا فهناك قانون يطبق على الجميع.
انتقد ولكن بما تعرف..
إبدي رأيك ولكن لا تسيء..