مقالات

كاتيا عباسي تكتب: عمان العشق

katiaأخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم كاتيا عباسي.. عمرك فكرت قديش المدن بتحكي عن أهلها، عمرك تأملت بأي مدينة زرتها وأخذت وقتك بالتفكير قديه عّم تشبه ساكنيها، دعني أخبرك عّما تقوله المدن.

في الواقع المدن مرآة تعكس صورة حقيقية عن سكانها يعني أن المدن وسكانها وجهان لعملة واحدة ولكن حتى تفهمها بشكل واضح وصريح عليك بأن تأخذ وقتاً كافياً لكي تستوعبها، لأنه وبأغلب الأحيان وبتأكيد من علماء النفس أن الانطباع الأول على الاغلب انطباع خاطىء وأن معرفه حقائق الأمور يحتاج الى وقت والتجارب هي الفيصل بين الحقيقة والسراب.

ويرى العديد من الباحثين في علم النفس وأسرار الدماغ ،الي كتير منا حالف يرجعه زي ما استلمه، أن الدماغ يميل الى الكسل وعامل زي جوجل maps  يبحث عن أسرع طريق للوصول من نقطة أ إلى نقطة ب وليس بالضرورة أن الطريق المسلوك هو الأفضل والأسلم. بالإضافة إلى ذلك يشار إلى أن الاذكياء اجتماعياً لا يعتمدون في تحليلاتهم على الانطباعات الأولية بل يبذلون جهداً ملحوظاً في تحليل وتقييم الأشخاص في محيطهم وتصنيفهم حسب ما تتدعي المصلحة أو الحاجة. ولكون الانطباعات الأولية وبأغلب الأحيان خاطئة فعلينا ببذل جهد في تقصي الحقائق وإعطاء أنفسنا وقت كافي لإدراك المحيط حولنا، فإن أصعب ما قد على الانسان التعامل معه هو إيجاد قنوات التواصل السليمة التي تربط بينه وبين أبناء جنسه واعتقد بأن فهم أي مجتمع يبدأ بفهم مدينته، فالمدن تقول الكثير دون أن تقول.

فهناك مدن أصيلة وعريقة زي ما بنحكي بالعامية أكيد كانت بصباها حلوة، تستطيع أن تلمس تاريخها ولكن لن تفهم حاضرها أو مستقبلها لأن ملاك الموت يحوم حولها. وأخرى تراها جميلة عاملة زي هيفاء وهبي ما في عملية تجميل إلا عاملتها وبتقولك جمالي طبيعي. وفي مدن زي حديث النعمة بتفكر إنّو الشرف والأصل يشترى والتاريخ يؤلف وبتصير بنت أكابر. وفي مدينة ساعات بتكون دافئة زي الوالدة وفجأة بتقلب مرت أبوك دون أي سبب وجيه وبتتخلى عنك هيك ببساطة وبتخليك تواجه قدرك لوحدك.

في مدن ما شاء الله عليها طول ما الشمس طالعة راهبة كلها أدب وأخلاق ولما يخيم عليها الليل ما بتعرفها…وفي مدن مقدسة ذات عزة وكرامة وشرف ورائحة دم أولادها ما زالت معطرة أرضها، ضل فيها الزيتون بزهر والبلبل بغرد. وفي مدن كلها أمل وتفائل ومدن كلها حب وعشق ومدن بتحس ما إلها معنى بس عايشة على روتين يومي ممل حتى بتحس الشعب كله مبرمج بطلعوا سوى وبرجعوا سوى وحتى مشاويرهم وحده… كل مدينة حكاية وقصة وكل مدينة هي انطباع حقيقي عن سكانها، كأن روح المكان من ساكنيه ومع هذا الاختلاف من مكان الى آخر وتفاوت في مقومات كل منها إلا أنني وجدت الإنسانية والرحمة بدأت تتلاشى رويداً رويداً من كل المدن، أشعر أننا نعود الى عصور الإنسان الأول.

فالإنسانية تعني المشاركة على الرغم من الاختلاف، تعني أن أكون ما أريد دون فرض، تعني حق بالحياة تعني أن أحب الخير لغيري كما أحبه لنفسي، حق بالتعليم والصحة وحرية الرأي ونزاهة القضاء ومكافحة حقيقية للفساد وشارع مزفت لكن ومع الأسف أضحت كل المدن بتدور على عريس غني… بس على قولة جدتي الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة:  يا ماخذ القرد على ماله، راح المال وظل القرد على حاله.

إلا إنتِ يا عمان،  أحبك فلا تسألني ما الدليل، فهل رأيت رصاصةً تسأل القتيل (نزار قباني)…انتِ كل المدن في مدينة وكل الأوطان في وطن وكل الأحلام في الواقع وكل الحب في قلب واحد وحكاية عشق تبدأ ولن تنتهي أبداً، فيا فتاتي إن ليلي في الهوى ليل طويل وابتعادي عنك لو تدرين أمر مستحيل (سعد مانع العتيبة). فالحق  يا حبيبتي بانتظاره عند رب العالمين فقد ضاع بين أيدي الظالمين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى