أمين زيادات يكتب : أداب الحوار … والحوار المؤدب
بقلم امين زيادات : من المتعارف عليه ان للحوار او النقاش ادبيات لا بد ان نحترمها ، ومن هذه الأدبيات احترام الرأي الاخر .. حتى لو خالفك او لم يقنعك ، على قاعدة ؛ رأيك صواب يحتمل الخطأ ورأيي خطأ يحتمل الصواب ومن ابجديات الحوار والنقاش هو حُسن الاستماع للطرف الاخر ، وليس فرض الرأي بالصوت العالي او بالقوة فهذا لم يعد حوارا بل خوارا .
والفكرة من الحوار اصلا هي تبادل المعرفة والثقافة ، فأنت تملك معلومة انا لا املكها وانا املك معلومه انت لا تملكها ، وهنا يصبح الحوار بناءً له هدف واضح هو الحصول على المعلومة لأطراف الحوار .
والحوار وسيلة لحل الخلافات والمشاكل وما نراه اليوم ان الحوار يخلق الخلافات والمشاكل لأننا لا نجيد التحاور ، ومن ابجديات الحوار ايضا هو حُسن الإستماع وعدم مقاطعة المتحدث ،وأن نكون ملمين بموضوع الحوار .
ما نشاهده اليوم على اكثر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن ان يكون حوارً او نقاشاً ابداً لأنه يفتقد لكل ابجديات الحوار ، فالكل يتكلم بكل شيء ولم يعد هناك تخصص اصبح الكل خبيراً يناقش ويحاور في أي موضوع يطرح ، وهذا يشتت المشاهد أو القاريء وقد يأخذ المعلومات التي ذكرت على محمل الجد وهي غير صحيحة .
كما أن اي حوار أو نقاش لا بد أن يكون مواجهة وليس على صفحات التواصل الإجتماعي أو الهاتف ، لأن كثير من الكلمات ستفسر بغير معناها أو قصدها لأن في الوجه حركات وتعابير تساعد في الحديث وايصال المعلومة المقصودة وتضع الكلمات ومخرجاتها في مكانها الصحيح .
للحوار والنقاش أبجديات فقدها الكثيرون في حوارهم وأهمها إلمام الأطراف بموضوع الحوار ، فالحوار المؤدب يثري المسيرة وعكس ذلك يعطلها لا بل يخلق جيلا لا يعرف معنى الحوار .
وما اقوله ينطبق على مختلف الأعمار وعلى كثيرا من حملة الشهادات العليا الذين فقدوا معنى الحوار ، بل حوارهم بفرض الرأي وعدم تقبل الرأي الاخر وما نشاهده على صفحات الفيس بوك من نقاشات هو اكبر دليل على اننا لا نعرف معنى النقاش او الحوار ولا نملك المعلومة ولا نحترم الطرف الاخر .
فحوارنا اصبح بالمسدس والعصا واستعمال الأيدى وباسم العشيرة الأكبر ، حوارنا اصبح عقيم والعقيم يعني بلا فائدة ولن ينتج شيء ، فإما ان يكون حوارنا بأدب ، وإلا لا داعي أن نسميه حوار.