مقالات

أمين زيادات يكتب.. بين الحرية والإنفلات ..إما أخلاقنا تمنعنا أو قانون يردعنا ؟!

ameeeeeenبقلم أمين زيادات.. في البداية أنا مع الحرية إن كانت حرية السلوك أو حرية التعبير ، ولكن في كل العالم لا يوجد شيئ اسمه حرية مطلقة فالحرية المطلقة تقود إلى فوضى مطلقة ودائما هناك قوانين تنظم هذه الحرية فالمجتمعات المتخلفة لا تحسن في الغالب ممارسة الحرية بالطريقة الصحيحة ولا بد من إيجاد قيود قانونية و أخلاقية لتنظيم هذه الحرية فالحرية وجدت لأجل الإنسان وليس للإساءة له والحرية لأجل الإستقرار المجتمعي وليس لتهديد هذا الإستقرار وهي ممارسة حق وليس سلاحا نستخدمه ضد الآخر .

وتنظيم الحرية يطلق عليه البعض تقييد حرية وتكميم أفواه وأنا أقول تصرف كما تشاء وتكلم وأكتب ما تشاء ولكن هناك قانون علينا احترامه واحترامنا للقانون هو حرية أيضا فإما أن نحترم هذا القانون أو لا نحترمه وهنا أيضا حرية الإختيار.

فاذا أردت أن تقتل شخص فهي حرية بالنسبة لك ولكن عليك أن تتحمل النتائج والعقاب ، فهنا جاء العقاب للتخويف من الفعل ولتنظيم الحياة بين الناس ولولا ذلك لأصبحنا نعيش في غابة القوي يقتل ويأكل الضعيف .

فما بالك اليوم مع هذا العالم التكنولوجي الذي أصبح يعتمد على الكلمة في كل شيئ فالكلمة أصبحت مثل الرصاصة بقوتها ،أخباركاذبة و تعليقات ومناقشات مسيئة على صفحات التواصل الإجتماعي وفي الإذاعات والفضائيات ، فقد البعض أسلوب الحوار وتقبل الرأي الآخر البعض يكفر الناس والبعض أصبح القاضي والجلاد .

أنا مع قانون ينظم مواقع التواصل الإجتماعي ولست مع قانون يحد من حرية الناس في النقد والإعتراض ، الفيس بوك شئنى أم أبينا أصبح وسيله إعلاميه مهمة جدا ولكن أكثر من 50% مما ينشر على هذه الوسيلة من معلومات وأخبار هي أخبار كاذبة وغير موثقة والبعض يتناقلها بخبث والبعض يتناقلها بجهل والبعض الآخر يتناقلها لعمل تفاعل على صفحته .

أنا مع الحرية ومع الدولة التي يتساوى بها جميع مواطنيها أمام القانون ومع الدولة التي يتساوى الجميع بها بالحقوق والواجبات وانا مع دولة شعارها العدل ومع دولة تنظم سلوك الناس ولا تحد من حريتهم ولكني مع تنظيم هذه الحرية فشتان ما بين الحرية والإنفلات وما نراه ونقرأه ونشاهده في الأردن والوطن العربي هو إنفلات وليس حرية ، إنفلات في السلوك والأخلاق والتعبير وعلى الدولة أن تعيد هذا الإنفلات إلى وضعه الطبيعي وهو الحرية ، الحرية المسؤولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى