مقالات

جرادات تكتب: لوين رايحين بالبلد !؟

MLAأخبار الأردن – نبراس نيوز – 

“لوين رايحين بالبلد !؟”… بعد أن تحولتم إلى حكومة جباية؛ تجاهلت وما زالت مصرة على تجاهل مصلحة المواطن، وحددت علاقتها معه على أساس فرض المزيد من الرسوم والضرائب.

” لوين رايحين بالبلد” …بعد أن أصبح همكم اصدار القرارات والتشريعات التي تستهدف جيوب المواطنين؛ لسد عجز الموازنة التي استنزفها تطاول الفاسدين عليها ، الذين تجاهلتم سرقاتهم وتركتموهم يعيثون فسادا ، ليتفرغوا لنهب المزيد من مقدرات الوطن ، وصممتم على افقار المواطن الشريف أكثر فأكثر.

“لوين رايحين بالبلد” !؟… وأنتم تطلقون ” بالون الاختبار ” ، حول مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل ، الذي لم يعرض على مجلس الوزراء ، ولم يصل للنواب بعد ، وتاليا يتم طرح السيناريوهات المضخمة لإحداث الضجة، ثم السعي إلى نفيها، وصولا إلى قبول المواطن بأفضل الأسوأ من الطروحات وأقل الاضرار من الجباية، متجاهلين أنها ستسحق ما تبقى من الطبقة الوسطى، دون ادراككم  خطورة تلك الاجراءات ، التي ستجر الويلات على الدولة، وتدفع المواطنين فيما  بعد الى ما نخشاه ؛ من تحول هذه الطبقة إلى شرارة تشعل الثورات، وبخاصة ان تعلق الخطر بقوتها اليومي.

“لوين رايحين بالبلد!؟”… وأصحاب السلطة والرواتب المرتفعة ، الذين يسعون إلى إرضاء مسؤوليهم ، يستهدفون الطبقة الوسطى والفقيرة بفرض المزيد من الضرائب والاقتطاعات عليها ، غير مكترثين بمستوى الدخل المتدني اصلا في الأردن، والرواتب البسيطة، التي تعتاش منها غالبية المواطنين المتضررين من حراس الوطن وجنوده البواسل ، وموظفي القطاع العام الذين تتأرجح رواتبهم  بين 300-500 دينار.

“لوين رايحين بالبلد”!؟… والمشرعون وأصحاب الرأي والمشورة لا يجرؤون على مس مصالح كبار الفاسدين والمتهربين ضريبيا ، أو الحد  من تطاولهم على مقدرات الدولة ، ويصدرون التشريعات القاصرة التي فور صدورها تخضع لعدة تعديلات ، ويسعون خلالها لتحصيل 350 مليون دينار سنويا من المواطن الملتزم ضريبيا ، ويتغاضون عن 800 مليون دينار مسجلة على المتهربين ضريبيا ، وهو ضعف ما سيحصلونه  من الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة ، الذين هم بالأصل من الملتزمين بدفع الضريبة ، وكأنكم تعاقبونهم على مواطنتهم الحقة.

“لوين رايحين بالبلد!؟”..وأنتم تختبرون صبر هذا الشعب المخلص المحب لوطنه ، الذي تسعون الى افقاره ، وتدمير أحلامه ، وهو الذي أثبت في كل مواقفه حرصه الكبير على مصلحة الوطن ، وأنه يحتكم إلى عقله ليحفظ كرامته وكرامة وطنه ، فصمد كثيرا أمام قوانين وقرارات جائرة تستهدف حقوقه وجيبه، وتعمق الاعتداء على  قوته وقوت عياله ، وأثبت المواطن بأن”  كبر العقل منه” ،فصمد أمام رفع أسعار المشتقات النفطية، وفرض المزيد من الرسوم والضرائب الجديدة ، رغم “طفره”، وتدني الراتب  الذي لا يصمد في جيبه سوى بضعة أيام ، علما أن 70% من  الموظفين رواتبهم مرهونة للبنوك ومؤسسات الاقراض.

“لوين رايحين بالبلد ” !؟ .. وأنتم تدفشون المواطن إلى الشارع ، بمساومته على “الطاعة مقابل الأمن” , متناسين أن توفير الأمن واجب للمواطن على الدولة  ، حسب ما نصت عليه المادة السادسة من دستورنا ،التي تؤكد أن من الواجبات المناطة بالدولة أن تكفل العمل والتعليم ضمن حدود امكاناتها وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين…. ولكنكم تجاهلتم ازدياد نسبة البطالة ، وارتفاع تكلفة التعليم الجامعي، وأن الطمأنينة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التمتع بالأمن والأمان.

“لوين رايحين بالبلد!؟”… بعد أن قلصتم المعارضة ، واختزلتموها في عدد محدود ، وغاب عنا الرجال الذين كانوا يمتلكون الجرأة في قول الحق ونصح صاحب الأمر ، خوفا وحرصا على الوطن والحاكم، ولم يعد هناك من يقدم النصيحة والرأي السديد ، وصارت الحكومات المتعاقبة عاجزة عن طرح الحلول ، ولا ملاذ لها سوى جيب المواطن المسكين وقوته ، تقذفه بالقرارات المجحفة لتنال من الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة.

“لوين رايحين بالبلد !؟” .. وأنتم تلجأون مع سبق الاصرار الى أسلوب “الحزازير” والإعلان عن المفاجآت ، وكأننا في برنامج تلفزيوني يستخدم أسلوبا لا يرقى إلى مستوى طلاب مدارس.

هل من المعقول أن ” تمازح” الحكومة الشعب وتختبره  بوطنيته ؟ وتستهدف أصحاب الدخول المحدودة والمتدنية، وتستثني الفاسدين من أصحاب رؤوس الأموال؛ بعدم وضع قوانين للحد من التهرب الضريبي ؟  أين العدالة!.

“لوين رايحين بالبلد !؟”.. اتقوا الله بها وبمواطنيها الأوفياء، الذين قد ينفد صبرهم…!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى