أمين زيادات يكتب : مهنة الطب..ما بين القَسَم والتطبيق؟!!
أخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات..هناك مهن إعتبرها الإنسان عبر التاريخ مهن إنسانية لما فيها من حب وتضحية واهتمام دون النظر الى المردود المادي ومن هذه المهن مهنة الطب على سبيل المثال لا الحصر.
ومهنة الطب عبر العصور لم يكن فيها الشخص المداوي أو المعالج يأخذ أجراً من أحد فقد اعُتبرت أنها مهنة من الله لعلاج ومساعدة الناس عبر أشخاص أعطاهم الله هذه النعمة.
وقَسَم أبقراط وهو أبو الطب كما يُلّقب والذي ما زال الأطباء ملتزمون به رغم أنه كُتب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في اليونان ، هو قَسَم يقسمه الأطباء قبل البدء في ممارسة المهنة، يتحدث عن الأخلاق والنزاهة والإلتزام والمحافظة على أسرار المريض.
أما قَسَم الأطباء في نقابة الأطباء فيقول ( أقسم بالله العظيم أن أكون مُخلصاً للملك والوطن وأن أؤدي أعمالي بأمانة وشرف وأن أحافظ على سر المهنة وأن احترم القوانين والأنظمة المتعلقة بها) ، وهو قَسَم أيضاً يُقسمه الطبيب قبل البدء بممارسة المهنة، يتحدث عن الأمانة وشرف المهنة والمحافظة على سرّها واحترام القوانين والأنظمة.
والسؤال هل ما زال بعض الأطباء يلتزمون بمحتوى هذا القَسَم وهذه الأمانة ؟؟
برأيي الكثير من الأطباء ملتزمون ولكن هناك قلة لا يلتزمون بهذا القَسَم وأصبحوا تُجاراً هدفهم الأول والأخير المبلغ المُحصّل من المريض وهو بذلك يخالف القَسَم والبعض أيضاً يخالف القوانين والقَسَم بممارسة العمليات الكبرى بعياداتهم دون مراعاة لشروط هذه العمليات، والنتيجة الأخطاء الطبية كثُرت والوفيات الناتجة عنها أيضاً ، وأصبح بعض الأطباء هدفه الأول عدد العمليات التي يُجريها في اليوم دون مراعاة للوقت الكافي لكل مريض ولا مراعاة لصحة وقدرة وتعب الطبيب نفسه.
فغير معقول أن يُجري بعض الأطباء عشرة أو خمسة عشر عملية في اليوم دون أن يتعب وأن يبقى محافظ على أداءه نفسه كما في أول عملية الى آخر عملية.
بعض الأطباء بالنسبة له الطب لم يعد مهنة إنسانية بل مهنة استثمارية تجارية وخصوصاً بعض أطباء التجميل ومنها عمليات الشفط والقحط والنفخ وقص المعدة والليزر وما يتبعها من مضاعفات.
فكثير من السيدات أجمل قبل أن تُجري أي عملية، خصوصاً أن هذه العمليات يُجريها بعض الأطباء في عياداتهم الغير مُعدّة لهذه العمليات ومعالجة مضاعفاتها إن حدثت ، وهناك قصص بالعشرات لأخطاء طبية وصلت للمحاكم والى المجلس التأديبي في النقابة، هذا ناهيك عن تصوير وإفشاء أسرار من تجرى لهم عمليات التجميل وهذا مخالف للقوانين والقَسَم.
علماً أن أعضاء المجلس التأديبي أطباء والطبيب المُخطئ هو زميلاً لهم لذلك لا بد أن تطبق القوانين والأنظمة بقدر الخطأ المرتكب لأن الطبيب أساء لهذه المهنة ولزملاءه وللأردن.
وحتى لا نظلم مهنة الطب فما زالت هذه المهنة عند كثير من الأطباء مهنة إنسانية أخلاقية والأردن بفترات من الزمن كان الواجهة الأولى للطب لكثير من الدول ومرضاها.
وإني أدعو نقابة الأطباء والجهات الرقابية الأخرى أن تتابع هذا الموضوع وتتخذ إجراءات صارمة بحق أي طبيب يُسيء لهذه المهنة الشريفة وأن تراقب وسائل التواصل الإجتماعي وما يُنشر عليها من دعايات لبعض الأطباء مرفقة بصور لبعض المرضى وبعد العمليات التي أجريت (قبل وبعد)، فالطبيب المهني المقتدر ليس بحاجة الى إعلان أو ترويج.
حمى الله هذا الوطن وهذه المهنة الإنسانية من بعض الدخلاء والمُسيئين لها.