أمين زيادات يكتب : نواب بلا طعم ولا لون ولكن لهم رائحة …
بقلم أمين زيادات : لم يعد في الأردن أحزاب سياسية قوية وفاعله ولها تأثير على الساحة المحلية والعربية إلا حزب جبهة العمل الإسلامي ، وهذا لم يعد له تأثير سياسي بقدر ما له تأثير ديني مُسيس.
فلم يعد عندنا حزب بعث فاعل، ولا حزب شيوعي فاعل ،ولا أي حزب يساري فاعل حتى يحاسب الحكومة دون مصالح ، أصبحت الاحزاب الحديثة كلها وسطيه بلا لون ولا طعم ، هي فقط لحضور المناسبات الوطنية والجلوس في المقاعد الاولى.
هذا كله أدى الى ظهور نوعية جديدة من بعض النواب ليس لهم طعم ولا لون ولكن يمكن أن يكون لهم رائحة، والتي تفيح كل مده من خلال بعض التصرفات و المصالح الفرديه ، هؤلاء النواب لا يجمعهم فكرٌ ولا ثقافة ولا حزب ، ما يجمعهم رصيدهم في البنك فقط .
فهذا هو مؤهل عدد كبير من نوابنا ، يحملون مؤهلات علمية ولكن لا يملكون فكراً او ثقافةً او مصلحة وطن، هم يشترون أصوات الفقراء ويجلسون تحت القبة، ماذا لديهم من فكر أو رؤى مستقبلية للوطن والمواطن ، ليس لديهم إلا أن يعوضوا ما صرفوه على حملاتهم الانتخابية ومصالحهم الشخصية بإبتزاز الحكومة بمختلف الأشكال والالوان ، وبالمقابل الحكومة تبتز النواب من خلال تمرير كثير من القوانين التي تضغط على جيب المواطن .
وكان اخر هذه المصلحة والإبتزاز المتبادل تعيينات في مجلس النواب بالعشرات لأبناء النواب وأحبابهم .
بعض النواب يرفع صوته على الحكومة وأمام الإعلام ويمطرها بالأسئلة والأستجوابات الغير منطقية والهدف إبتزاز الحكومة ، والحكومة تنصاع لهذا الإبتزاز بالإستجابة لهم ، ومصلحة الوطن والمواطن آخر هم النائب و آخر هم الحكومة.
هو إبتزاز منظم بين حكومة جبانه ونائب مبتز ، وستبقى هذه العلاقة كما هي مادام المرشح يشتري ويبيع أصوات الناخبين أمام أعينها بدون أي إجراء أو محاسبة.
حكومتنا ليست رشيدة ! ونوابنا ليسوا أصحاب سعادة ! بل حكومتنا غير راشدة ونوابنا أصحاب تعاسة…. والموطن هو الراشد وهو صاحب السعادة !