مقالات

أمين زيادات يكتب : مطلوبين … تحت القبة .

amen12985601_276055806059468_1862703642568271255_n.jpgبقلم أمين زيادات : من يتابع الشأن الإنتخابي للدورة الثامنة عشر لمجلس النواب ويتمعن في كثير من الوجوه والأسماء في معظم الدوائر الإنتخابية يقول على البلد السلام.

بعضها  فاسد وبعضها مطلوب للقضاء ، وبعضها مُرتشي وبعضها مُنافق وأكثرهم كاذبون ،  ومنهم من إستغل وجوده في الدورة السابقة ورخص وساهم بمرور كثير من المعاملات المشبوهه.

بعض هذه الاسماء  سيجلس تحت القبة بواسطة المال السياسي ، المال الذي جمعه من عرق الناس البسطاء بالنصب والإحتيال  ، من السياحة و التجارة وسمسرة الأراضي ومن تخليص معاملات و حضور جاهات.

يجلسون تحت القبة ويسنون القوانين ويعدلوا  اخرى حسب مصالحهم ، وهم في الأصل لا يفقهون بالعمل النيابي شيئاً، فوجود  البعض تحدي لعشيرته وعشيرته تتحدى عشيرة أخرى ، وياليتهم يتحدون بشخص متعلم مثقف له حضور ، أو عنده خبرة سياسية أو إقتصادية أو حتى إجتماعية.

الخبرات التي عند كثير من المرشحين هي ارصيدتهم في البنوك ، والوضع الإقتصادي السيء جعل كثيراً من الناخبين يبحثون عن مرشح يدفع لهم ثمن أصواتهم ، بعض المرشحين بلا عائلة و لاعشيرة ولاحزب ، ومع ذلك نجح في الدورة الماضية  بفعل المال الاسود الذي جلب له عائلة وعشيرة حوله لا بل وحرس شخصي له.

الوضع أصبح لا يطاق أبداً ، فالأردن بلد مليء بالكفاءات النسائية و الذكورية ولكنهم يعتكفون عن الترشح ، بسبب الأسماء والأشخاص الذين يتنطحون في كل دورة،  وللإنصاف هُم على حق ، فكيف سيجلس بجانب نائب يعرف أنه مُرتشي ويعرف أنه فاسدٌ ولكنه أصبح زميلا له في المجلس .

أعرف أن حق الترشح للجميع ، وحسب من تنطبق عليه الشروط ، ولكن مجلس النواب هو مجلس التشريع والمراقبة

وهو من يصنع مستقبل الوطن والمواطن، فأي مستقبل ينتظرنا مع أمثال هؤلاء.

ان مجلس النواب في الأردن ركيزة من ركائز تكوين الدولة و بعض النواب جعلوا  منه عبء على  الدولة وعلى إقتصادها ، فالمجلس أصبح يستنزف وقت وميزانية الحكومة.

أقول لبعض الناخبين حتى لو بعت صوتك لمرشح ، عليك أن تعطي صوتك عند الصندوق لمن يستحق من المرشحين، وللحكومة أقول عليك تحجيم كثير من النواب  مُنذ البداية ، فالنائب تحت القبة مُحصن بحكم الدستور ، ولكن أي حصانة لنائب في ملهى ليلي أو " كزينو" أو في أماكن أخرى يعرفها البعض.

رسالتي للناخبين إذهبوا الى صناديق الإقتراع ولا تقاطعوا وأنتخبوا بضمير واخلاق  ، فمن يشتري صوتك بمئة دينار قد إشتراك أنت وسيبيعوك عندما ينجح بأرخص الاسعار.

مجلس النواب الأردني مؤسسة عريقة لها تاريخُ طويل في النضال والعمل ، جعلها البعض سلماً لتمرير فساده وحصانة للهروب من القضايا والقانون.

حمى الله هذا البلد من هؤلاء المتسلقين الذين لا يخدمون إلا أنفسهم ، هؤلاء منافقين حتى في حبهم للبلد.

علينا أن نُحكم ضميرنا في الاختيار فعند صندوق الاقتراع  لا أحد يراك إلا الله. فأتقي الله عندما تختار.  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى