أمين زيادات يكتب : مطلوبين … تحت القبة .
بقلم أمين زيادات : من يتابع الشأن الإنتخابي للدورة الثامنة عشر لمجلس النواب ويتمعن في كثير من الوجوه والأسماء في معظم الدوائر الإنتخابية يقول على البلد السلام.
بعضها فاسد وبعضها مطلوب للقضاء ، وبعضها مُرتشي وبعضها مُنافق وأكثرهم كاذبون ، ومنهم من إستغل وجوده في الدورة السابقة ورخص وساهم بمرور كثير من المعاملات المشبوهه.
بعض هذه الاسماء سيجلس تحت القبة بواسطة المال السياسي ، المال الذي جمعه من عرق الناس البسطاء بالنصب والإحتيال ، من السياحة و التجارة وسمسرة الأراضي ومن تخليص معاملات و حضور جاهات.
يجلسون تحت القبة ويسنون القوانين ويعدلوا اخرى حسب مصالحهم ، وهم في الأصل لا يفقهون بالعمل النيابي شيئاً، فوجود البعض تحدي لعشيرته وعشيرته تتحدى عشيرة أخرى ، وياليتهم يتحدون بشخص متعلم مثقف له حضور ، أو عنده خبرة سياسية أو إقتصادية أو حتى إجتماعية.
الخبرات التي عند كثير من المرشحين هي ارصيدتهم في البنوك ، والوضع الإقتصادي السيء جعل كثيراً من الناخبين يبحثون عن مرشح يدفع لهم ثمن أصواتهم ، بعض المرشحين بلا عائلة و لاعشيرة ولاحزب ، ومع ذلك نجح في الدورة الماضية بفعل المال الاسود الذي جلب له عائلة وعشيرة حوله لا بل وحرس شخصي له.
الوضع أصبح لا يطاق أبداً ، فالأردن بلد مليء بالكفاءات النسائية و الذكورية ولكنهم يعتكفون عن الترشح ، بسبب الأسماء والأشخاص الذين يتنطحون في كل دورة، وللإنصاف هُم على حق ، فكيف سيجلس بجانب نائب يعرف أنه مُرتشي ويعرف أنه فاسدٌ ولكنه أصبح زميلا له في المجلس .
أعرف أن حق الترشح للجميع ، وحسب من تنطبق عليه الشروط ، ولكن مجلس النواب هو مجلس التشريع والمراقبة
وهو من يصنع مستقبل الوطن والمواطن، فأي مستقبل ينتظرنا مع أمثال هؤلاء.
ان مجلس النواب في الأردن ركيزة من ركائز تكوين الدولة و بعض النواب جعلوا منه عبء على الدولة وعلى إقتصادها ، فالمجلس أصبح يستنزف وقت وميزانية الحكومة.
أقول لبعض الناخبين حتى لو بعت صوتك لمرشح ، عليك أن تعطي صوتك عند الصندوق لمن يستحق من المرشحين، وللحكومة أقول عليك تحجيم كثير من النواب مُنذ البداية ، فالنائب تحت القبة مُحصن بحكم الدستور ، ولكن أي حصانة لنائب في ملهى ليلي أو " كزينو" أو في أماكن أخرى يعرفها البعض.
رسالتي للناخبين إذهبوا الى صناديق الإقتراع ولا تقاطعوا وأنتخبوا بضمير واخلاق ، فمن يشتري صوتك بمئة دينار قد إشتراك أنت وسيبيعوك عندما ينجح بأرخص الاسعار.
مجلس النواب الأردني مؤسسة عريقة لها تاريخُ طويل في النضال والعمل ، جعلها البعض سلماً لتمرير فساده وحصانة للهروب من القضايا والقانون.
حمى الله هذا البلد من هؤلاء المتسلقين الذين لا يخدمون إلا أنفسهم ، هؤلاء منافقين حتى في حبهم للبلد.
علينا أن نُحكم ضميرنا في الاختيار فعند صندوق الاقتراع لا أحد يراك إلا الله. فأتقي الله عندما تختار.