امين زيادات يكتب : بين المجاملة والنفاق ..اعتقد البعض انه عملاق !!
بقلم امين زيادات : ساترك الكتابة في السياسية والاقتصاد لفترة من الزمن وسأتجه للكتابة بشؤون الناس وحياتهم الاجتماعية التى نادراً ما تجد شخص يكتب عنها .
فالكل يكتب ويفتي في السياسة والاقتصاد لكنهم استبعدوا الأهم وهي حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية ، ساتحدث عن ظاهرة لا بل أفه موجودة بمجتمعاتنا بشكل كبير ، حتى اصبحت هي اساس نجاح العلاقات بين الناس وهي المجاملة والنفاق ، وسابدأ بتعريف بسيط للنفاق وهو سلوك سلبي نخدع به الناس بتحويل صفاتهم السيئة والسلبيه الى صفات حميدة للوصول الى هدفا او مصلحة ما ، كما ان النفاق هو نوع من انواع المراوغة والاطراءات المبالغ فيها ، و المبالغة في المجاملة يوصلنا الى مرحلة النفاق حتى وصولنا الى مرحلة الكذب .
اما المجاملة فهي سلوك انساني ايجابي يقوم به الانسان بالتعبير به عن حسن المعاشره و حسن المعاملة , وهو نوع من انواع التودد والتقرب من الاخر و الاعجاب بصفات موجودة اصلا بالشخص المتلقي .
في هذا الزمن اصبح النفاق هو سيد الموقف في العمل وفي الشارع وفي البيت واهمها في علاقتنا الاجتماعية ، حتى اصبح القزم عند النفاق له يعتقد بانه عملاق .
وسأبدأ بالنفاق بين النساء ،فالنفاق بين النساء لا يوصف .. والمصطلحات المستخدمة في هذا النفاق باتت معروفة للجميع واهمها " ايش هالكسمات .. وين عاملة شعرك ..ولك زغرانه شوعاملة بحالك … الفستان بدو يوكل منك حتة " واهم مصطلح الذي يفرح النساء كثيرا هو " ضعفانه شو عاملة بحالك " وغيرها من المجاملة بين النساء حتى اصبحت نوع من الاطراء والنفاق ،الغير موجود بالشخص المتلقي بنسبة 99% من الحالات .
كذلك الامر وصل في النفاق الى الرجال ولكن بمصطلحات اخرى اهمها .. " منور.. والله انك شيخ .. ايش هل الاناقة …والله بعدك شباب .. والله دايما بنجيب سيرتك بالخير " وغيرها من مصطلحات النفاق ، و الحقيقة علينا ان نعكس كل تلك المصطلحات لتصبح هي الأصدق بداخل ذلك المنافق .
القضية الكبرى اننا لم نعد نتقبل النقد حتى لو كان بًناء وايجابي لصالح الطرف الاخر لأن الجميع اصبح يجامل وينافق ، ومن يقول الحقيقة اصبح عددهم بسيط حتى اصبحوا مكروهين ومنعزلين في المجتمع لانهم صادقين .
ساقول لكم سرا جربوه ،بعد كل تلك المجاملات والنفاق اذهبوا الى بيوتكم وقفوا امام المرآه وانظروا الى انفسكم بتجرد وقيموا نفسكم وفكركم ،فالمرآه هي الوحيدة التى لا تنافق لأحد وتعطي كل شخص حجمه الطبيعي ، جاملوا يا سادة ولكن اياكم والنفاق، فالنفاق يؤدي الى امرض نفسيه خطيره عند الشخص المتلقي ، حتى اعتقد القزم انه عملاق ينظر الى الناس من اعلى الى اسفل ، وفي الواقع عندما يذهب ويبتعد عن مكان النفاق يعود الى حجمه الطبيعي قزمٌ صغير .
وللحديث بقية …..