أمين زيادات يكتب : أيها الاردنيون .. احمدوا الله فما زال عندكم وطن
بقلم أمين زيادات : من يتابع الإعلام الأردني او بعضه بكل أصنافه وأنواعه بما فيها مواقع التواصل الإجتماعي وجلسات المقاهي والصالونات ، كلها وسائل إعلام تبث الأخبار والشائعات ونتناقلها فتصبح واقع وعلى المتضرر أن يلجأ للنفي أو للقضاء .
من أكثر الأخبار التي تزعجني جدا هي الإساءة لهذا الوطن الغالي، من أشخاص أحيانا يقصدون الإساءة ومن غيرهم إساءته غير مقصودة ، البعض ينتقد هذا الوطن من حبه وخوفه عليه ، فيستغل البعض الآخر هذا الإنتقاد ويروجون له .
سأعترف أن الأردن تغير كثيرا وما زال يتغير ، هناك تغييرات للأفضل وهناك تغييرات للأسوء وهذه التغييرات طبيعية بفعل التطور التكنولوجي والهجرات والنزوحات المتلاحقة عليه من دول الجوار ، فهذه الهجرات والتطور التكنولوجي أدخلت علينا تغييرات كبيرة وثقافات وسلوكيات كثيرة ، منها السلبي ومنها الإيجابي وهذا هو الذي صنع الأردن منذ أكثر من ستين عاما .
اختلاف الثقافات جعل من الأردن بلدا قويا لم يميز يوما بين أبناءه وبين ضيوفه ، بل أصبح مقياس الحب والإنتماء هو بمقدار العطاء وليس بمقدار ما نأخذ منه ، فقد بني على أساس القومية وليس على أساس المناطقية او الدينية.
اليوم الوضع تغير فأصبح مقدار حبي للأردن بمقدار ما استفيد منه وليس ما أعطيه أنا ، يجلدون الوطن كثيرا ويسيئون له بالداخل ومن الخارج بعضهم تخصص بالإساءة والإنتقاد وهدم المنجزات ، لم أرى منهم من يعط حلولا للمشاكل ، فمشاكل الأردن موجوده بكل دول العالم ، الفقر والبطالة والفساد هي مشاكل كل العالم وليس الأردن فقط ، الموارد تقل وعدد السكان يزداد ودخل الدول يقل ومصروفاتها تزداد ومن سافر وهاجر يعرف ما أقول .
كل شيءٍ تغير في العالم لم يعد هناك دولا غنية بل دولا مديونة ، أقول لمن ينتقد هذا الوطن انظر حولك على دول الجوار ، انظر للنازحين والمُهجرين .. انظر للعائلات كيف تشتت ، انظر لفقرهم ولقهرهم .. واحمدوا الله أنه ما زال عندنا وطن ، وطن يحمينا ويستر علينا من برد الشتاء وشمس الصيف ، وطن به جيش واحد ومديرية أمن واحدة ومديرية مخابرات واحدة وحكومة واحدة وقائد واحد .
ايها الأردنيون احمدوا الله … احمدوا الله فما زال عندكم وطن .