الهجرة والتهجير وبإسم الدين
أخبار الاردن- نبراس نيوز – بقلم سارة طالب السهيل : عرفت البشرية منذ نشأتها الاولى طريقها للهجرة والانتقال من مكان لآخر بحثا عن الكلأ ومصادر المياه وبحثا عن الرزق في أرض الله الواسعة وهي سنة كونية فطر الله عليها الإنسان، وهو ما يفسر الانتقال الطبيعي للأفراد والجماعات من مكان لاخر سواء داخل القطر الواحد أو خارج حدود دولته تحقيقا لمكاسب اقتصادية او علمية او حتى سياسية.
غير ان البشرية نفسها عرفت انواعاً أخرى من الهجرة القسرية التي أجبر فيها بعض بني البشر على التهجير من أوطانهم اما نتجية كوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها، او نتيجة جرائم بشرية كالحروب والاضطهاد الديني والسياسي و العرقي ونحوه .
وسجل التاريخ الإنساني العديد من المآسي التي ارتكبها البشر في أبناء جلدتهم تحت مبررات عده لكن كان ابرزها ما ارتكب من مذابح وجرائم بحق البشرية تحت مبرر وغطاء ديني يدفع ثمنه الأبرياء الذين يقتلون بحرا وجوا وأرضا .
فمع انتشار الحروب في منطقتنا العربية خلال السنوات الخمس الاخيرة من الألفية الثالثة للميلاد خاصة في اليمن وسوريا والعراق والسودان، ومع اشتعال نيران الحروب والارهاب التي أسالت الدماء وأتت على الاخضر واليابس فقد اضطر الكثير من سكان هذه البلدان العربية إلى الهجرة أو التهجير حفاظا على أرواحهم بعد ان دمرت منازلهم واسواقهم وزراعتهم وتجارتهم.
وما يجري حاليا في بلادنا العربية تمتزج فيها معاني الهجرة مع التهجير، والذي لم نكن نعرف منه بحسب الواقع المعيشي الا التهجير القسري للفلسطينيين من اراضيهم عند قيام اسرائيل.
والآن ما شهده العراق من تهجير قسري خارج الوطن وداخله بما يمزق القلب كما يمزق الوحده الوطنية.
والآن مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين علي حدود أوروبا هربا من هلاك الحرب الدائرة حاليا، فان قضية التهجير باتت تشكل ازمة توجع الضمير الإنساني في الشرق و الغرب وباتت محط اهتمام الباحثين مما حفزني للبحث في ازمة التهجير التي تعرضت لها العديد من الشعوب والافراد في الازمنة القديمة و الحديثة
تعريف الهجرة
فالهجرة تعني انتقال شخص أو مجموعة من الأشخاص من مكان إقامتهم إلى مكان آخر بحثاً عن الرزق أو من أجل حياة أفضل مع نية البقاء فى هذا المكان الجديد لفترة طويلة وليس بنية السفر أو الزيارة المؤقتة، وحق التنقل هذا مكفول لأى إنسان بمقتضى الميثاق العالمى لحقوق الإنسان.
التهجير في اللغة
أما تهجير في معجم اللغة العربية المعاصرة فهي كلمة مفرد :مصدر هجر/هجر إلى.
ومعنى تهجيرية في معجم اللغة العربية المعاصرة تهجيرية [ مفرد ] : اسم مؤنث منسوب إلى تهجير. وتعني طرد الناس من بيوتهم أو قراهم أو بلادهم بما يعرف اليوم بالتهجير القسري
فهجَّر فلانًا: أخرجه من بلده :- هجَّر المستعمرُ النَّاسَ من أراضيهم،- هجَّرت الحروبُ قُرًى بكاملها.
ويعرف التهجير بأنه ممارسة مرتبطة نوعا ما بالتطهير، المتعصبة تجاه مجموعة عرقية أو دينية ضد مجموعات عديدة بهدف اخلاء اراضى الدولة لنخبة من المواطنين أو فئة معينة.
أسباب الهجرة
تتعدد أسباب وحوافز الهجرة وفقا لعدد الناس المهاجرين. ولكن هناك أسباب انسانية مشتركة للهجرة
1- الفقر: وهو من الأسباب الرَّئيسية للهجرة وبخاصة للذين يتطلَّعون إلى الانتقال من دول العالم الثالث إلى البلدان المتطورة.
2- الأوضاع الاقتصاديَّة المترديَّة وانتشار البطالة والمجاعات.
3- أنظمة الحكم الاستبدادية التعسفية والاضطهاد السياسي وانعدام الحريات والخوف من السلطة الحاكمة في هذه الحالات.
4- التطرف الديني في بعض المجتمعات واضطهاد الأقليات الدينية والمذهبية الذي أخذ بالنموّ والانتشار في أجزاء عديدة من العالم بما فيها بعض الدول العربية، والقيام بأعمال إرهابية ضد الأقليات التي كان من نتائجها هجرة ما لا يقلُّ عن ثلثي المواطنين المسيحيين من العراق وهم من المواطنين الأصليين في تلك البلاد منذ آلاف السنين.
5- التمييز العنصري والطائفي والديني التي تمارسه بعض أنظمة الحكم والمجتمعات.
6- التطهيرالعرقي والمذابح والإبادة الجماعية كما حدث في سنين الحروب العالمية في بعض الدول، فتعرَّضت شعوب بأكملها إلى التهجير القسري وفرغت مدنهم وقراهم من السكان الأصليين الذين تشرَّدوا في جميع أصقاع العالم.
التهجير في الادبيات القانونية المعاصرة
يُقصد بالتهجير هنا الإخراج القسري أوالإكراهي للإنسان من وطنه وطرده أو نقله غالبًا بالقوة حَمْلاً إلى أماكن بعيدة. وتُعَرِّف المنظمة الدولية للهجرة هذا النوع من الهجرة بأنها هروب للتخلص من الاضطهاد أو النِّزاعات المسلَّحة، والكوارث الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان، أو الانحلال البيئي، أو أي وضع آخر يُعَرِّض حياة الإنسان وحريَّته وسُبُل عيشه للخطر.
ويقع تحت هذا النوع من التهجير ..
طرد ونقل المسيحيين من مدنهم وقراهم في جنوب شرق تركيا إبان الحرب العالمية الأولى وما بعدها، حيث استقبلتهم سوريا ومنحتهم الجنسية.
و قد أعلنت الأمم المتحدة ان عدد المهاجرين قسرا في وقتنا الحالي أكثر ارتفاعا من اي وقت مضى من بعد الحرب العالمية الثانية
و قد ارتفع العدد من
51مليون إلى 60 مليون
وان السبب الرئيسي هو الحرب في سوريا والعراق.
وقد أعلنت المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين أن
واحد من كل 122 إنسان هو الآن إما من اللاجئين أو المشردين داخليا، أو طالبي اللجوء.
تعالوا بنا نلقي نظرة على أمثله و نماذج معاصرة وأخرى تاريخية للهجرة القسرية
هجرة يهود السبي
يشكل تهجير اليهود في العصرين البابلي والاشوري أقدم مظاهر للتهجير القسري في التاريخ الانساني، ترتبط فكرة الابعاد والنفي والشتات لدي اليهود بالسبي، ولذلك شكلت عقيدة الشتات جوهر الشخصية اليهودية على مر العصور.
وبالنسبة لشتات اليهود الأول بدأ بعد انقسام المملكة الموحدة بزعامة سليمان إلى مملكتين، إحداهما الشمالية وعاصمتها السامرة والأخرى الجنوبية وعاصمتها أورشليم.
ومعظم كتب التاريخ، والنقوش الموجودة على الألواح الطينية والصخرية، (ومنها ما دونه أحد ملوك الدولة الآشورية الملك سنحاريب) تؤكد أن أول وجود لليهود في أرض العراق القديمة كان في القرن السادس قبل الميلاد، وذلك عندما نقل الآشوريون إلى منطقة آشور القديمة بالعراق اليهود الموجودين في أرض فلسطين القديمة في ثلاث حملات متتالية على إسرائيل ويهوذا بلغ ما يربو على أربعمائة ألف نسمة.
وبعد سقوط الدولة الآشورية، ومجيء الدولة البابلية، حدث السبي البابلي المشهور لليهود على يد الملك نبوخذ نصر الثاني، وهو أشهر ملوك هذه الدولة.
وجاء السبي البابلي لليهود في حملتين: الأولى في سنة 597ق.م والثانية في سنة 586 ق.م، وقعت الأولى عندما تمرد الملك (يهوياقيم) ملك يهوذا (608-597ق.م) على(نبوخذ نصر)، وذلك بعد أن أظهرطاعته وخضوعه إلى الملك الكلداني، فشنَّ ‘نبوخذ نصر’ سنة 597 ق.م حملة على (يهوياقيم)، وحاصر أورشليم إلا أن (يهوياقيم) تُوفي أثناء هذا الحصار فخلفه ابنه (يهوياكين) الذي اضطر إلى الاستسلام فسبى ‘نبوخذ نصر’ كل يهود أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس وعشرة آلاف صبي وجميع الصناع والأقيان، لم يُبقِ أحداً ، كما سبى (يهوياكين) وأمّه ونساءه ورجاله من أورشليم إلى بابل، وأخرج (نبوخذ نصر) جميع خزائن (بيت الرب) وخزائن بيت الملك وكسر كل آنية الذهب، ثم عيَّن ‘صدقيا’ عم ‘يهوياكين’ الذي أكَّد ولاءه للملك الفاتح خلفاً ليهوياكين.
ووقع السبي الثاني لليهود سنة 586ق.م، بعد ان نقض ‘صدقيا’ لعهد الولاء إلى ‘نبوخذ نصر’ إذ دخل في حوالي سنة 589ق.م في تحالف مع المدن السورية والفلسطينية بتحريض من ‘حوفرا’ ملك مصر، الذي كان يطمح أن يستعيد سيطرة مصر على سورية، وهكذا فقد وضع ‘صدقيا’ مصيره في مصر وحلفائها فغضب ‘نبوخذ نصر’ غضباً شديداً، وجاء هذه المرة بنفسه على رأس حملة قوية إلى سورية الشمالية وعسكر في ‘ربلة’ على نهر العاصي، وكان ذلك سنة 587ق.م
وأرسل الملك ‘نبوخذ نصر’ من حاصر أورشليم، إلا أن دخول ‘جوفرا’ ملك مصر إلى فلسطين اضطر البابليين إلى رفع الحصار لمحاربته، فظنِّ اليهود أن النصر بات حليفهم، لكن البابليين استطاعوا صد المصريين وإرجاعهم على أعقابهم ثم أعادوا بسط الحصار على أورشليم في الحال.
ولم يمضِ وقت طويل حتى تفشت المجاعة وربما الوباء في المدينة مما اضطر اليهود أن يرضخوا ويستسلموا، فدخلت الجيوش البابلية المدينة في اليوم الرابع من شهر تموز سنة 586 قبل الميلاد، أما ‘صدقيا’ فهرب هو وأفراد عائلته، ولكن البابليين لحقوا به في سهول أريحا حيث قبضوا عليه وحملوه إلى ‘ربله’ حيث مقر معسكر الملك نبوخذ نصر، وهناك ذبح أولاده أمام عينيه، ثم فقئت عيناه وأُخذ مكبلاً مع الأسرى إلى بابل، أما أورشليم فخربت ودمرت تدميراً كاملاً فأُحرق (بيت الرب) وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء وسلبت الخزائن ونقلت إلى بابل، وقدرت اعداد الأسرى الذين سيقوا إلى بابل ليلتحقوا باليهود من السبي الأول بحوالي 50.000 نسمة .
هجرات الانبياء والصالحين
وتشكل هجرات الانبياء والرسل والصالحين اسمي درجات الهجرة لنشر
دعوة التوحيد وللحفاظ على الدين من المكائد ومن قتل الانبياء قبل ان يبلغوا رسالات ربهم. ومن اشهرها هجرة نوح وإبراهيم ولوط وصالح وموسى ومحمد عليهم السلام.
والهجرة فى تاريخ الأنبياء السابقين كان سببها التهديد بالطرد والنفي كأحد صنوف الإيذاء التى واجهها الأنبياء السابقون وأتباعهم، وما زال هو السبب الرئيس عند الطغاة لإيذاء الدعاة، وما زال العزل أو النفي هو طريقَ المفسدين لإبعاد المصلحين.
فنوح عليه السلام عندما أعيته الحيل بعد أن دعا قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا، ومع ذلك لم يستجيبوا بل ازدادوا إصرارا على الكفر وفرارا من الإيمان، فكانت السفينة التي حملت المؤمنين حيث استقرت على الجودي بعد أن أهلك الله الكافرين وأغرقهم.
وتعرض ابو الانبياء سيدنا ابراهيم الخليل بالرجم والطرد بعد ان حطم الأصنام، وقام بعدة هجرات الاولي هجرته قومه بعد ان عزموا على تصفيته والتخلص منه ومن دعوته بأبشع الطرق وأكثرها وحشية، بحرقه بالنار، غيرأن الله قلب عليهم مكيدتهم، وحمى خليله منهم، وجعل الهلاك وسوء مصير الدنيا والآخرة عليهم، قال تعالى: [ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ].
بعد الوصول إلى نقطة النهاية في الشدة جاء الفرج و النجاة و حسن العاقبة في الدنيا و الآخرة وقال الله تعالى كذلك: [ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ] ثم ذكر الله بشارته بإسماعيل وما جرى له من قصة الابتلاء برؤيا ذبحه، وكيف اجتاز ذلك ما ترتب عليه من جزاءٍ حسن، ثم البشارة بإسحاق الذي بشر به مقترناً بالبشارة بيعقوب كما في آية أخرى.
والنبي شعيب – عليه السلام – هدَّدوه بالإخراج من قومه ووطنه، وإلا… ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ﴾ [الأعراف: 88].
لوط – عليه السلام – إما أن ينتهي عن دعوة الناس للحق أو يخرج: ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ [الشعراء: 167]، ولم ينتهِ لوط، بل أعلن: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ ﴾ [الشعراء: 168]؛ أي: المبغِضين، فما كان إلا الإخراج، بحجة أنهم أناس يتطهرون: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56]، وجاء الوحي للوط عليه السلام يأمره بالهجرة، وترك هذه القرية العاصية.
وفى قصة الفتيه المؤمنين من اهل الكهف يصمم الفتية على الهجرة واعتزال قومهم خوفا من الرجم أو الفتنة عن الدين (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ) }الكهف : 16{، وبعد ان أووا الى الكهف ورقدوا فيه ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا ثم استيقظوا لم ينسوا ما ينتظرهم من عذاب قومهم اذا عثروا عليهم ( إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) }الكهف 20{ ..
كذلك جاء مطلب هجرة مريم بعيسى عليهما السلام إلى مصر،وذلك أن عيسي عليه السلام بعد أن أتت به أمه من بيت لحم محل ولادته إلى قريتها الناصرة وأظهر اللّه له المعجزات، كان الجبار هيدروس أمر بقتل الأطفال الذين ولدوا في بيت لحم، لما أخبر أن منهم من يصير سببا لخراب ملكه، كما فعل قبله النمروذ وفرعون، وعلمت أمه أنه يريد قتله انتدبت الرجل الصالح يوسف النجار وهربها إلى مصر.
الهجرة المحمدية
وتشكل الهجرة المحمدية لسيدنا محمد بن عبد الله من مكة للمدينة المنورة أرقى درجات الهجرة الشريفة باسم الدين ولحماية الدين ولنشره بعد ان صادف عداءا مستحكما من قريش ومن اصحاب المصالح الذين كانوا يخشون من ان يؤثر الدين الاسلامي الوليد على تجارتهم ومكاسبهم الدنيوية، كما صادف انصاره كل صنوف التعذيب الوحشية لاثنائهم عن دين الله واعادتهم للوثنية والجاهلية.
فقد اشتد العذاب الذي كان تمارسه قريش ضد المستضعفين من المؤمنين، ومن اشهر صورها الوحشية قصص تعذيب بلال وياسر وسمية وابنهما عمار، الذين خاطبهم الله تعالي في محكم كتابه بقوله تعالي ‘صبرا آل ياسر ان وموعدكم الجنة ‘ .
وارتبط تعذيب المؤمنين بالرسالة المحمدية بالحصار الاقتصادي المميت، فعندما شعرت قريش بعجزهم عن إيقاف مد الدعوة الإسلامية رغم كل أنواع العذاب الذي مارسوه ضد المسلمين، لجأوا إلى فرض حصار اقتصادي لبني هاشم والمسلمين يحرمهم من ضروريات الحياة الاساسية، وتمنعهم من الاتصال بأحد من العرب ليعيش المسلمون في عزلة عن العالم، كما جسد ذلك وثيقة اتفاقهم على كتابة الصحيفة التي علقوها في جوف الكعبة لحرمان المسلمون من ابسط حقوقهم الانسانية.
وبموجب هذه الوثيقة عاش المسلمون مآساة انسانية حتى كادوا يأكلون أوراق الشجرمن شدة الجوع، كما حالت هذه الوثيقة بين المسلمين والاتصال بالعرب في غير المواسم الدينية القليلة مما يخنق جهود توصيل الدعوة الاسلامية للعرب وفرضت على المسلمين العزلة والحرمان من اي شكل من اشكال الحرية والتنقل والتعبد الخالص لوجه الله الكريم.
هذه الاسباب وغيرها الكثير اضطرت سيدنا محمد صل الله عليه وسلم امر المسلمين بالرحيل من ديارهم والهجرة إلى يثرب ‘ مدينة رسول الله ‘
وتبقي قصة هجرة رسول الاسلام درسا انسانيا متواصلا عبر التواريخ الفاصلة في الحياة الانسانية، خاصة عندما خرج النبي متخفيا عن اعدائه واعداء دينه بصحبه الصديق ابو بكر وقصة اختبائهما في الغار حماية لهما من مطاردة القريشيين المتربصين بالنبي وقتله بهدف القضاء على الدين الاسلامي ومن جاء به، ليؤكد معنى انساني خالد ان اصحاب المبادئ من الانبياء والرسل والاناس الصادقين لابد وان يصادفوا اشد انواع التنكيل والاضطهاد والمطاردة تحت زعم حماية الالهة الوثنية، لكنه في حقيقته كان اضطهاد سياسي واقتصادي باسم الدين لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية منها محافظة قريش على زعامتها للقبائل العربية، وللحفاظ على التجارة الرابحة التي كانت تجري في مكة مواسم الطواف بالكعبة المشرفة .
أما في عهد
فيليب الثاني والثالث في إسبانيا ‘الأندلس’، تم تهجير أعداد كبيرة من المورسكيين المسلمين واليهود، وخير المسلمون بين الدخول في الكاثوليكية ، و اتباع عاداتهم في الطعام والمظهر وأسلوب الحياة ، أو التعرض للتعذيب والقتل والتهجير القسري، ومصادرة ممتلكاتهم.
رغم أن هذه الهجرة القسرية ليست لأبناء الوطن الأصليين وإنما للمهاجرين المستعمرين حسب تصنيفهم من قبل أهالي اسبانيا المسيحيين
اما الفاتحين فهي بوجهة نظرهم الدينية
هكذا كانت أوروبا قديما قبل أن تنتهج منهج الإنسانية و القانون الذي يكفل حقوق الإنسان في اختيار دينة و مذهبه واعتقاده فمتى سنصل نحن لهذا المنهج
النازية وإبادة اليهود
في نهاية القرن التاسع عشر، بدأ النازيون في النظر لأنفسهم على أنهم أعلى بني البشر، وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، بلغت معاداة السامية أقصاها.
وإثر الارتفاع المتصاعد للحزب النازي، تم تعيين هتلر مستشارًا لألمانيا في يناير 1933م، وبدأ في وضع أسس الدولة النازية على ضوء مبادئه العنصرية والاستبدادية. .
فبدأت السلطات الألمانية القضاء على اليهود العاملين في الوكالات الحكومية ومرافق الدولة من خلال قانون الخدمة المدنية، وتم مقاطعة المحلات اليهودية، وتم إصدار أكثر من 2000 قانون ومرسوم ضدهم .
وتم سجن عشرات الآلاف من اليهود في معسكرات الاعتقال، والتي وُصفت بمعسكرات الموت، وفٌرضت عليهم الغرامات، وصودرت أموالهم وممتلكاتهم وتم تدمير أغلبها.
وبدأ اليهود في الهجرة من ألمانيا بأعداد كبيرة، وقام النازيون بترحيل اليهود في المناطق الخاضعة للسيطرة الألمانية، وبعد احتلال بولندا عام 1939م، لم يعد تهجير 3 ملايين من اليهود البولنديين ممكنًا، وأدى ذلك إلى البحث عن خطط أخرى لـ”حل المسألة اليهودية”.
وتم حصر اليهود في أماكن خاصة بهم من قبل الألمان، ووقعوا تحت عمليات أعمال السخرة والتجويع وعمليات الإعدام العشوائي أحيانًا، وتم إخلاء مناطق كاملة من اليهود ورُفعت شعارات “خالي من اليهود” .
وفي عام 1941 تم قتل أعداد كبيرة من اليهود، وبدأت عمليات إعدام جماعية في معسكرات الإبادة في بولندا التي كان فيها 6 معسكرات إبادة أو موت، فبعد الوصول للمعسكر لم يكن يُتوقَع أن يعيش المعتقل فيه لمدة أكثر من 24 ساعة، وعرف النازيون الإبادة الجماعية من خلال عمليات إبادة المعوقين والمشوهين الذين قرروا إبادتهم بالحقن والتجويع إلى جانب إطلاق النار الجماعي، حتى وصل الأمر إلى غرف الغاز والقتل من خلال غاز أول أكسيد الكربون.
مآساة تهجير الفلسطينين
وتعد جريمة تهجير الفلسطينيين قسريا من ارضهم عام 1948 على أيدي الصهاينة، من أبشع جرائم التهجير القسري في التاريخ الحديث، حيث قام الصهاينة عام 1948 بارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وطردوا بقوة السلاح اهالي 530 مدينة وقرية واستولوا على اراضيهم. وارتكب الصهاينة ما يزيد على 35 مجزرة لكي يتحقق لهم الاستيلاء على فلسطين.
وقد بينت الملفات “الاسرائيلية” التي نشرت مؤخراً ان 89 في المائة من القرى الفلسطينية تم تهجير اهلها نتيجة لاعمال عسكرية صهيونية وهجر 10 في المائة من الفلسطينيين بسبب الحرب النفسية التي انتهجها العدو “الاسرائيلي” ضد السكان بإثارة الرعب في نفوسهم، و1 فى المائة فقط من الاهالي قرروا الهجرة بارادتهم.
وتبعا لاحصاءات مركز العودة الفلسطيني، وبحسب الملفات “الاسرائيلية” بلغ عدد القرى التي هجر سكانها بسبب الطرد على يد القوات الإسرائيلية 122 قرية، وهجر سكان 270 قرية بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي المباشر و38 قرية هجر سكانها بسبب الخوف من هجوم اسرائيلي متجه نحو القرى و49 قرية بسبب تأثير سقوط مدينة قريبة و12 قرية بسبب الحرب النفسية، وهاجر اهالي 6 قرى بسبب الخروج الاختياري. وهجرت 34 قرية لسبب غير معروف. وبذلك فإن في العام 1948 يبلغ عدد القرى التي هجر سكانها 531 قرية فلسطينية. واللاجئ الفلسطيني تبعا للقوانين الدولية هو كل فلسطيني طرد من محل اقامته الطبيعية في فلسطين عام 1948 اوبعدها، او خرج منها لأي سبب كان ولم تسمح له “اسرائيل” بالعودة الى موطنه السابق، ويبقى اللاجئ محتفظا بهذه الصفة الى ان يعود الي موطنه الاصلي .
ورغم وقوع حروب وغارات برية وجوية عدة، ورغم الاحتلال والتشريد، لا يزال 88 في المائة من الفلسطينيين يعيشون على ارض فلسطين التاريخية والشريط الحدودي المحاذي للاردن ولبنان وسوريا والبعض الآخر يتوزع بين اوروبا وامريكا و الدول العربية كلاجئين و فيما بعد أصبحوا مواطنين .
وتواصلت مآساة الشعب الفلسطينين في 59 مخيما يعيشون فيها رسميا في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. والمخيم حسب تعريف الأنروا هو ‘قطعة من الأرض تكون – إما حكومية أو في أغلب الحالات استأجرتها الحكومات المستضيفة من الملاك المحليين – وضعت تحت تصرف الأنروا كمساعدة للاجئين الفلسطينيين في تسهيل احتياجاتهم الأساسية، ولا يمكن لسكان المخيمات تملك هذه الأراضي، ولكن لهم الحق في الاستفادة منها للسكنى.’ .
وتمتاز أوضاع المخيمات الاجتماعية والاقتصادية عموما بالكثافة السكانية المرتفعة والفقر وصعوبة الظروف المعيشية، وتدني مستوى البنى التحتية كالشوارع وشبكات الصرف الصحي. وتعد الأنروا مسؤولة عن توفير الخدمات الضرورية والإشراف على تأمينها لسكان المخيمات عن طريق مكتب الخدمات الموجود في المخيم، غير أنها تدع مسؤولية إدارة المخيم وأمنه للحكومات المستضيفه.
وعندما وقعت نكسة 1967 وتم تهجير الفلسيطيني مجددا، فان هؤلاء المهجرين اطلق عليهم مصطلح ‘النازحون’ لتمييزهم عن مهجري عام 1948. أما اللاجئون النازحون فيحملون صفة مزدوجة نتيجة تهجيرهم مرتين، فقد كان من بين نازحي عام 1967 مجموعة من اللاجئين الذين أقاموا في الضفة الغربية أو قطاع غزة واضطرتهم حرب عام 1967 إلى الهجرة مرة أخرى.
تهجير شعب البوسنة
وتعرّض مسلمو البوسنة، إلى أفظع مأساة إنسانية، وأبشع عملية تطهير عرقي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قُتل أكثر من ثمانية آلاف بوسني في الإبادة الجماعية في ‘سربرنيتسا’، إضافةً إلى مجازر وعمليات تعذيب، وتهجير شهدتها المدن البوسنية وفي مقدمتها العاصمة سراييفو.
وبدأت الحرب البوسنية الدامية، عقب استقلال البوسنة والهرسك، في استفتاء نُظم في الفترة الممتدة بين 29 فبراير و1 مارس 1992، مع انقسام يوغسلافيا، واستمرت المعارك لغاية 1995، وراح ضيحتها نحو 100 ألف شخص أغلبهم بوسنيون، وتعرضت قرابه 50 ألف امرأة للاغتصاب، وأجبر نحو مليوني شخص على ترك منازلهم.
تهجير الشيعة عمليات متواصلة
واجه شيعة العراق عدة جرائم من التهجير القسري ،ففي عام 1969م هجّر النظام البعثي ما يقارب (60) ألف شيعي من العراق بحجة كونهم ايرانيون مع انهم مواطنون عراقيون وقد تم تهجيرهم بأبشع صورة حيث صودرت أموالهم وممتلكاتهم. فبدات حملة التهجير الاولى في أواخر ابريل 1969م في الكاظمية وبغداد ثم في 5 مايو من السنة نفسها شملت حملة التهجير النجف الاشرف وسامراء وكربلاء المقدستين وعدداً آخرمن المدن العراقية.
وفي يناير 1971م بدأت حملة ثانية للتهجير استمرت حتى سنة 1975م ، حيث هجِّر في هذه الفترة اكثرمن (100) ألف موطن عراقي شيعي الى إيران من مختلف الطبقات والاوساط بتهمة الانتماء الى أصول إيرانية.
وقام الرئيس العراقي آنذاك (صدام حسين) بتسفير وتهجير مليون عراقي قبل بداية الحرب العراقية الايرانية بحجة انهم تبعية ايرانية وللعلم فان العراق وايام الاحتلال العثماني كان السنة والشيعة فيه يحملون عبارة التبعية العثمانية على جنسياتهم بينما فرض على فئة معينة من المغضوب عليهم من الدولة العثمانية وخصوصا الاكراد الفيليين ان تكتب على جنسياتهم عبارة التبعية الايرانية مع انهم لايعرفون اين تقع ايران اصلا وجميعهم مولودون في العراق وجنسياتهم عراقية .
واستغل صدام هذه العبارة وقام بتسفير مليون عراقي شيعي الى ايران بعد مصادرة جميع اموالهم المنقولة وغير المنقولة وخصوصا التجار الشيعة اللذين تم جمعهم بحجة منح وكالات تجارية في غرفة التجارة ألقي القبض عليهم وتسفيرهم .
و لتهجير الشيعة عمق تاريخي من امثلته تهجير الشيعه في العصر الأيوبي
وما حصل من قتل وهتك الحرمات وحرق المكتبات والجوامع
وتهجير الشيعه من الكوفه في العهد الأموي و في اليمن بقيادة بسر بن ارطأة وفي عهد الحجاج بن يوسف الثقفي
أما في الوقت الحالي
منذ احتلال العراق كان العراق قد شهد العراق عمليات زرع للفتن و البغض بين أطياف الشعب العراقي مما أوجد بينهم عداوة و بث روح الإنتقام حين بدأت العمليات الإرهابية تتصاعد تدريجياً وبلغت ذروتها بعد كارثة سامراء و تفجيرات في كربلاء و النجف و الاماكن الشيعية المقدسة، فبدأت ظاهرة التهجير بين المناطق و تصنيف المناطق على أساس طائفي. و ازدادت في المناطق الشيعية الملاصقة للمناطق السنية كقضاء تلعفر الذي شهد التهجير القسري للشيعة
وانتقلت العدوة للعاصمة بغداد عبر التهديد والقتل و عمليات الاختطاف للكبار و الأطفال مما أدى إلى هروب الناس من مناطقهم إلى مناطق أكثر أمنا
تستطيع استقبال الآلاف من المهجرين من ديارهم التي سكنوها منذ أزمنة بعيدة حتى أصبح عدد العوائل المهجرة وفق أحدث إحصائية موثقة لوزارة المهجرين والمهاجرين أكثر من 35 ألف و593 عائلة.
وما حدث في الدجيل و سبايكر من عمليات إرهابية أدت إلى نزوح السكان وهربها إلى مناطق مختلفة
وكل هذا يصب في مصلحة المخطط الذي جرى الإعداد له ما قبل احتلال العراق في 2003، وينفذ بشكل ممنهج وفق آليات محددة.
لإضعاف قوة العراق و سهولة السيطرة عليه وتفتيته إعدادا لتقسيمه
واتمنى ان تتعظ الدول العربية و الخليجية التي شهدت وعاصرت نتائج العنصرية و الطائفيه وما أدت له من تفتيت و شرخ اجتماعي أخلاقي أمني وفي الانتماء و المواطنة بأن يسود العدل و المساواة بين المواطنين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم الدينيه أو خلفياتهم العرقية
فالأمن و الاستقرار مبني على العدل و المساواة في الحقوق والواجبات بين الناس و ان اضطهاد فئة معينة سيؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها
اما الهجرة التي ارغم عليها اهالي المدينة المنورة من قبل العثمانيين قبل 93 سنة كانت بهدف بناء سكة الحديد من اجل الحجاج المسلمين الى مكة
و قد قام الباحث أحمد أمين مرشد، بمراجعة لآلاف الوثائق التي جمعها خلال خمسين سنة من شهادات تاريخية لنكبة ‘سفربرلك‘
واكد الباحث على ما تركته عملية التهجير الجماعي عبر قطار الحجاز من آثار سلبية اجتماعية و عائلية حين فرقت بين الأسر و سرقة ودفن الكثير من المخطوطات والصكوك والذهب والمسكوكات النقدية، حيث تم جرهم ونسائهم وأطفالهم معاً أو متفرقين إلى عربات قطار الحجاز ليتم إلقاؤهم عشوائيا في العراق وتركيا والأردن وسوريا
الإبادة والتهجيرالارمنية
حين قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/أيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ويقدّر الباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون إنسان
حيث كان المتهم بهذه المجازر السلطان عبد الحميد الثاني
و عندما قام أحد الأشخاص المنتمين إلى الحزب الثوري الارمني(طاشناق )
بمحاولة اغتيال السلطان عام 1905
تظاهر السلطان بالعفو عنه
ولكن بالمقابل على اثر هذه الحادثة والأنقلاب على حركة تركيا الفتاة في 1908 انتقم بمجازر اخرى ابرزها مجزرة أضنة التي راح ضحيتها حوالي 30,000 أرمني
في قيليقية
وقد كان هذا التهجير ليس فقط قاسيا كقرار نزع الآلاف من العوائل من مناطقهم ومنازلهم بيوتهم و ممتلكاتهم وإنما تم في ظروف مرعبة و طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة. فمات حوالي 75% من المهجرين وترك الباقون في صحاري بادية الشام
تهجير الشركس والشيشان
بدأ تهجير الشركس تقريبا
قبل نهاية الحرب في 1864 وأكمل في السبعينيات من القرن العشرين
و قد قامت الحكومة الروسية ممثله بالجيش الروسي بإجبار الشركس على ترك قراهم الجبلية التي لقبوا بالجبليين نظرا لسكنهم على سفوحها و نقلوهم إلى مرافيء البحر الأسود لتاخذهم السفن التي أرسلتها الدولة العثمانية لنقلهم إلى أراضيها
حيث يقال أنه كان للدولة العثمانية مطمع في ارسال هذه السفن لاستقبال الشركس أكثر منها مساعدة
فقد كانت تريد استخدامهم كقوة مهاجمة ضد السكان المسيحيين أثناء الحرب التركية الروسية التي تهمت الدولة العثمانية وقتها الأرمن بالانحياز إلى روسيا .
ولكن العثمانيين خيروهم بالهجرة إلى الدولة العثمانية أو البقاء في روسيا بعيدا عن ارضهم و معظمهم اختار الرحيل بسبب
الحروب التي شنّها الروس على الشركس والشيشان منذ منتصف القرن الثامن عشر و ألحقت بهم قتل وتهجير و ويلات.
حيث يؤكد الجنرال زييسيرمان، والأمير برياتنسكي وهما من قادة الروس في تقريرهما المحفوظ في الأرشيف الحكومي الروسي: ” لقد تعرّض الشراكسة أثناء اقتلاعهم من الوديان وسفوح الجبال إلى كل أهوال الإبادة الحربية وأنواع العنف والحرمان والجوع والأمراض
تهجير مسيحي الموصل
بعد احتلال العراق ساءت أوضاع الأقليات في العراق ومنهم المسيحيين وتعرضت كنائسهم إلى عدة هجمات كان أعنفها تلك التي استهدفت كنائس في بغداد والموصل في 3 آب 2004 أدت لمقتل 15 وجرح العشرات. كما أدت سيطرة تنظيم القاعدة على أجزاء من المدينة والمعركة التي تلتها في تشرين الثاني 2004 إلى نزوح أعداد كبيرة منهم إلى خارج المدينة. كما تم استهداف عدد من رجال الدين المسيحيين، تواصل نزوح المسيحين من الموصل الي مناطق سهل نينوى على أثر هذه الحوادث .
وقدرت منظمات حقوقية العدد الكلي بحوالي 12,000نازح اثر سلسلة هجمات مسلحة تعرضت لها المناطق ذات الكثافة المسيحية في مدينة الموصل شمال العراق سنة 2008 وأدت هذه الهجمات إلى مقتل العشرات ونزوح معظم المسيحيين من مدينة الموصل إلى القرى المسيحية في سهل نينوى وإقليم كوردستان العراق.
كما هجر مسيحيو الموصل مدينتهم في أقل من 48 ساعة بعد أن فرض عليهم داعش ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ هذه المهلة، ودون أن يأخذوا أي شيء، حيث انتزعت منهم ممتلكاتهم كلها قبل أن يغادروا المكان.
بأسم الدين، استولى تنظيم ‘ داعش ‘ الذي نصب نفسه للخلافة في المنطقة يوم 10 حزيران/يونيو 2014 على الموصل ثاني مدن العراق، هرب عدة آلاف من السكان ومن بينهم المسيحيون من المدينة نحو كوردستان. وما لبثوا أن عادوا بعد أن طمأنهم أهل ملتهم الذين لم يغادروا المكان على معاملة ‘داعش’ للمسيحيين. لكنهم هاجروا جميعهم قبل انتهاء المهلة نحو كوردستان وشمال محافظة نينوى التي عاصمتها الموصل.
ووصف النائب عن المكون المسيحي يونادم كنا ، ان ما يجرى في الموصل من عمليات تهجير بحق المكون المسيحي بأنه جريمة ضد الإنسانية وتطهير عرقي شامل.
ووفق لمصادر اعلامية فأن تنظيم ‘داعش’ سلبوا ونهبوا جميع مقتنيات وممتلكات العوائل المسيحية بعد تهجيرهم من مناطق سكناهم ومن منازلهم في مدينة الموصل ولم يسمحوا لهم باخذ شيء من متعلقاتهم حتي الحلقان الذهبية نزعوها من النساء المسيحيات.
أما تهجير المسيحيين في البلدان العربية
من مواطنهم التي عاشوا فيها لقرون في ضوء
بناء المواطنة على القاعدة الدينية
ليختصر على المسلمين ، ماهو الا تفريغ مفهوم ‘الهوية’ من مضمون المواطنة والانتماء، نحو إقامته على قاعدة دينية في الولاء مما أدى إلى هجرة الكثير من العوائل المسيحية إلى أوروبا و امريكا بحثا عن الأمان و المساواة في الفرص و الحياة الكريمة .كما أن التطرف الديني الذي ينعكس على التعامل الاجتماعي أحيانا و العبارات الجارحة و التصنيفات المبنية على أسس طائفية دينية تصنف الإنسان المواطن حسب اعتقاده الروحاني وعلاقته الشخصية بربه.
ومن
أمثلة التهجير تاريخيا، ما فعله المسلمون الأوائل، عندما هجروا ‘نصارى نجران’ من بلادهم في جزيرة العرب، إلى أرض خصصوها لهم في الشام،
و الجدير بالتذكير
أن المسيحية عانت في كل العصور وفي العهد الجديد كما القرنين الثاني والثالث تمثلت في الإضطهادات الرومانية وأشكال الاضطهاد كاضطهاد نيرون الذي شمل حريق روما، و دومتيانوس الذي استمر سبعة وثلاثين عامًا
فمنذ صدور مرسوم طرد المسيحيين من روما حوالي العام 58 وحتى العام 312
بسبب ايمان المسيحيين بيسوع و رفضهم عبادة الإمبراطور الروماني و الخدمة في جيشه فكانوا بنظر الحكومة عصاة يمثلون خطر حقيقي على الدولة و الإمبراطور و الوهيته.
تهجير الكورد
في حقب زمنية مختلفة
تهجير الكورد من مناطقهم لمحاولة محو هويتهم الثقافيه و دمجهم بمناطق عراقيه مختلفه لتقليص ارتباطهم بلغتهم و تراثهم
فالشعور بالمظلوميه و التآمر ضد قوميتك يعزز انتمائك و يخلق ردود افعال عكسية من الدفاع عن تراث الأجداد و الارتباط بالأرض واللغه و الحق
فالنظام السابق في العراق تحديدا في السبعينات والثمانيات من القرن الماضي،قام بمصادرة أملاك الأسر الكوردية في قضاء خانقين بما يقدر بمئات العوائل ، 90 كم شمال بعقوبة، وضواحيها ومنها جلولاء، وتم بيعها و منحها لآخرين
أما ما حدث في هلبجه من إبادة جماعية
بقصفها بغاز السيانيد، مما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الأكراد من أهالي المدينة. أدى إلى هجرة الأهالي الذين أصيبوا بأمراض و تشوهات من أثر هذه السموم
وفي عام 2013 تهجير السكان الكرد من مدينة تل أبيض/ كري سبي في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا،من قبل داعش والجيش الحر يعتبر أيضا نوع من الخلاف المذهبي كون هذه التنظيمات مبنية على فكر ديني متطرف ومشوه
و ممارسات داعش بتهجير المواطنين الكورد السوريين
في منطقةعين العرب-كوباني-وقراها ما زيد عن65000 مواطن كوردي سوري إلى داخل المناطق التركية
ومايقوم به تنظيم داعش الإرهابي من أعمال عنف وتهجير قسري للمدنيين الكورد في مدينة الرقة، ،
وهجوم تنظيم داعش على مدينة كوباني والمجازر المروعة التي قام بها بحق الكورد في كوباني’، مما أدى إلى الهجرة و التهجير القسري للكورد
وفيما سبق تهجير الكورد الفيليين في اجتماع طه ياسن رمضان، الذي امر بإخراج التجار من الكرد الفيليين من الباب الخلفي لقاعة الاجتماع ، وتوجهت بهم الباصات وعلى الفور، الى الحدود العراقية الإيرانية لطردهم من وطنهم العراق بما عليهم من ملابس فقط و إسقاط الجنسية العراقية عنهم وعن نصف مليون كردي فيلي آخر، بموجب قرار فريد من نوعه ، صادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 666 المؤرخ في 7/5/1980 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية الرسمية رقم 2776 ، وتم تجريدهم من جميع الممتلكات والبيوت، والوثائق الثبوتية وشركاتهم ومتاجرهم ومصانعهم المنتجة
تهجير الأيزديين
ففي العراق يواجه حاليا عشرات الألاف من الأقلية الأزيدية من النساء والأطفال في جبال سنجار شمالي العراق الموت جوعا بعد ان فروا من منازلهم حماية لارواحهم بعدما تعرضوا لانتهاكات ومذابح نفذتها جماعات دينية أعلنت الخلافة الإسلامية في أجزاء واسعة من سوريا والعراق بعد ان صدرت بحقهم فتاوى أباحت دمائهم وأعراضهم وقتل منهم الكثير. وتشيرمصادرإعلامية دفن عدد منهم أحياء باسم الدين والإسلام.واضطرت الأقلية الأيزيدية لعمليات التهجيرالواسعة بسبب فتاوى التكفير والخروج عن الدين.
وما يتعرض له اليزيديون من تهجير وقتل، ليس جديدا، فقد أشارت، ووثقت مصادر تاريخية ازيدية أول حملة إبادة خلال حكم الخليفة العباسي المعتصم واستمرت الحملات ضد الأزديين بلغت ذروتها إبان الحكم العثماني عقب فتوى أجازه قتلهم أصدرها مفتي الاستانه ‘أبو السعود العمادي’ وخلال فترة حكم العثمانيين للعراق قام ولاة العراق العثمانيين بعدة حملات ضد الأزديين وقد تعرضوا لمذابح جماعية من قبل الأتراك إبان مذابح الأرمن وتوالت حملات الإبادة والتنكيل خلال القرن العشرين فقد قاد الجيش الملكي العراقي بحمله ضدهم وخلال وبعد إعلان الجمهورية وخلال حكم صدام حسين تعرض الأزيديين و الكورد في شمال العراق لحملات قتل وتنكيل وتهجير عرفت بحملات الأنفال.
تهجير عرب السنة
لم يسلم عرب السنة بالعراق من التنكيل والاضطهاد الديني المذهبي والتهجير، حيث بدأت عمليات تهجير في العراق بعد احتلاله عام 2003 انطلاقا من مناطق الجنوب، حيث شهدت البصرة القديمة وأبو الخصيب والزبير والمعقل عمليات تهجير منظمة ضد العرب السنة، وامتدت إلى مناطق أخرى في البلاد، وهي لا تزال مستمرة إلى الآن. وبحسب محللين سياسيين، فان تهجير السنة يستهدف تقسيم العراق إلى ولايات طائفيه
ففي عام 2003 وما بعده، تم محاربة ما يسمى بـ’المثلث السني’ التي كانت باعتبارها تمثل منابع المقاومة العراقية لقوات الاحتلال الأميركي للعراق بحجة ايوائهم للإرهاب و المتشددين القادمين من دول مختلفه للحرب في العراق.
كان أبناء المكون السنّي من الأبرياء ضحايا ، ونفذت مذابح جماعية غاية في الوحشية ضد أهل السنّة في أحياء: بغداد، وديالى، والبصرة، والأنبار، والتأميم
ونتيجة أيضا لهذا الاضطهاد والتعسف والقتل، هاجر الكثير من أبناء السنّة إلى خارج العراق أو إلى محافظات سنية بالكامل، فعرب السنة بالعراق يتعرضون لجرائم خطف وقتل وإبادة جماعية على أسس طائفية دينية. وتقع العشائر السنية تحت وطأة التهجير القسري و تنفذ انتهاكات جسمية بحق عرب السنة تشمل جرائم القتل الذي يصل إلى مستوى التطهير العرقي ونهب وسرقة وتحطيم منازلهم.
كما تلعب المليشيات بشكل منظم أو فردي دورا في إشاعة العنف بين الناس و دس الأطماع الشخصية أو الثارات في لب القضايا الوطنية الأساسية
كما أدى تواجد داعش في المناطق السنية الشمالية و الغربية من العراق إلى ظلم الأبرياء السنة مرتين مرة من تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل اراضيهم و سلب أموالهم و اجبرهم بالقوة على التواجد بينهم و قتل و عقوبة كل من لا ينصاع لاوامرهم
ومرة أخرى حين ظلمهم الناس باتهامات استضافة داعش و التواطؤ معه بسبب قلة قليلة منشقة عن أبناء السنة الأبرياء التي تآمرت مع التنظيم الإرهابي
و في كل الأحوال بات أهل السنة ضحية حينما فقدوا الأمان و هجروا من مناطقهم ومنازلهم و مصالحهم وأعمالهم ووظائفهم و ارزاقهم
و كانت الهجرة القسرية
لأهل السنة في العراق على مراحل هجرة بسبب داعش وهروب من التنظيم الذي آذاهم ونكل بهم
وهجرة أثناء تطهير المناطق من داعش من قبل الجيش و الحشود العسكرية و الأهلية .
وما حدث في الأنبار و الفلوجة و حديثة و الموصل و صلاح الدين و محافظة بلد و ديالى
وأوضحت الوثائق أنه تم ضم المقاطعتين الـ11 و12 إلى قضاء بلد بعد أن كانتا تابعتين لناحية يثرب، في حين صنفت منطقة تل الذهب التي تسكنها عشائر سنية منطقةً عسكرية، وتتبع يثرب قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين وتم لاحقا توقيع وثيقة لحل المسائل العالقة في المنطقة تنتهي بعودة العائلات النازحة في هذه المناطق
أن العنصرية الدينية والمذهبية أدت إلى خلق التوتر الاجتماعي و الأخلاقي و التربوي
وبثت روح العداوة و البغضاء
العدل أساس الملك
فلا يحق لأي مواطن أن يشعر بأن له الأفضلية لا قولا و لا فعلا و لا حتى بالاعتقاد الفكري
فتقييم المواطن ليس بعرقه ودينه ومذهبه بل بانتمائه ومواطنته و عمله لخدمة بلده و شعبه
واتمنى من البلدان العربية أو غير العربية ممن تشكل بها السنة أقلية بأن تنصف الأقليات و تعطي كل ذي حق حقه كمواطن يتمتع بكامل الحقوق مثله كمثل أخيه المواطن من الطوائف الأخرى
ترحيل عرب الأهواز
تعرض عرب الأحواز الأهوازية للتهجير القسري، حيث تم ترحيل 1,2 مليون مواطن عربي من سكان إقليم الأهواز في إيران إلى أقاليم أخرى داخل البلاد، واستقدام 1,5 مليون شخص من غير العرب مكانهم.
وبحسب رئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية فان سكان هذه المنطقة سلبت اراضيهم واقيمت عليها العديد من المستوطنات بعد أن صادرتها السلطات الإيرانية من العرب.
وإقليم الأهواز يعيش أوضاعًا مأسوية حيث أنه منذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التطهير العرقي في عام 1999، والذي أطلق عليه باللغة الفارسية اسم ‘آزمايش سرزميني’ أي ‘الأرض للتجريب’، تم ترحيل ما يقارب 1.2 مليون عربي أهوازي قسرًا إلى المقاطعات الوسطى وبالمقابل تم جلب ما يقارب 1.5 مليون من غير العرب، وخاصة الفرس إلى إقليم الأهواز، وتم توطينهم بوساطة الحكومة في مستوطنات من قبيل رامين 1 و 2 و 3 ومستوطنة ‘شيرين شهر’ المبنية على الأراضي العربية المصادرة إلى جانب اسكانهم في جيوب داخل المدن العربية، كالأهواز العاصمة والمحمرة وعبادان والخفاجية وميناء معشور والعميدية. وأكد أن هذه الممارسات التي تقوم بها السلطات الإيرانية تهدف إلى تجريد السكان العرب في الأهواز من هويتهم الوطنية والثقافية والقضاء على اللغة والثقافة العربية.
كلمةاخيرة
تبقي عمليات التهجير القصري المنتشرة في بلادنا العربية حاليا ايا كان نوعها ومصدرها خطرا يهدد سلام شعوب هذه المنطقة ويهدد بقائها الثقافي الانساني وما يحدثه من تغييرات اجتماعية ديموجرافية ، خاصة وان التهجير يرتبط بالتطهير العرقي كما تعرفه الاتفاقيات القانونية الدولية بأن’ التطهير العرقي عملية طرد بقوة لسكان غير مرغوب فيهم من إقليم معين على خلفية تمييز ديني أوعرقي أو سياسي أواستراتيجي أو لاعتبارات أيدولوجية أومزيج من الخلفيات المذكورة. ويتم تنفيذ ذلك باستخدام القوة المسلحة وسياسة التخويف أومن خلال الاعتقالات والاغتيالات،والدفع نحو الترحيل القسري لطمس الخصوصية الثقافية واللغوية والإثنية لذلك المكان، عبر القضاء عليها نهائيا أو تذويبها في المحيط الإثني الذي يُراد له أن يسود. والهدف النهائي من ذلك هو السيطرة على مناطق تقطنها المجموعة التي يجري تهجيرها.
وهذا التعريف القانوني ينطبق تماما على ما يجري في بلادنا العربية وسط تجاهل عالمي، بل بمشاركة بعض الاطراف الدولية الكبري التي تستفيد من مخططات تفتيت المنطقة وزرع الفتن و الخلافات.
والتاريخ الانساني يؤكد ان وحدة الشعوب و عدم تحويل اختلافاتها إلى خلافات بل الاعتقاد بأن هذا التنوع في نسيج الوطن هو من جعل الأرض تستحق المغامرة
عندما نقتنع أن الأرض ملك لله وليس لفئة واحده ستعلم أن المذهبية والطائفية و التطرف ماهو إلا أداة للابادة و التخريب
المحبة و قبول الآخر و عدم الأنانية عناصر القوة الوحيدة في مواجهة التهجير باسم الدين والحفاظ على الإنسانية والشعوب من الانقراض.
وأخيرا وليس آخرا يجب إلغاء كل ما يتعلق بالدين و المذهب و الطائفه من الهويات و الأوراق الثبوتية وجوازات السفر
وإعادة دمج المواطنين بكافة اطيافهم بأعمال مشتركة ثقافية و تجارية و إنسانية بنشاطات متعمدة ومقصودة بإعادة الثقة و المحبة و الأخوة بين الناس
و لنتذكر دوما أن الله لو أراد أن نكون أمة واحده بشكل واحد وعرق واحد ومذهب واحد ودين واحد فلن يعجز الله عن ذلك.
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (118)