أمين زيادات يكتب : الشعب الأردني … ضغط … سكري و كوليسترول.
أخبار الأردن- نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات : تكاد لا تلتقي بأي رجل أو إمراة إلا ودواء السكري والضغط والكوليسترول في جيبه أو في شنتطها، حتى وصل هذا الدواء من هذا الداء الى جيوب الشباب والصبايا.
ماذا يحدث؟! ولماذا يعتبر الأردن من أعلى الدول بنسبة السكري والضغط بين أبناءه ؟!
بعيداً عن الوراثة التي يورثها جيل الى جيل من نفس العائلة، هناك أسباب مباشرة لهذه الأمراض المستعصية، أهمها الغضب فنحن شعب يغضب من أي شيء و يثيره غضباً أي شيء.
فاذا قدت سيارتك في الشارع تغضب وتثور، واذا ذهبت للعمل تغضب وتثور واذا مررت على البقال تغضب واذا ذهبت للطبيب تغضب واذا عدت للبيت تكون قد وصلت الى قمة الغضب فتفرغ غضبك بزوجتك وأبناءك.
نحن شعب اذا ذهب للتنزه لتغيير جوه يثور ويغضب، يغضب اذا نسي الفحم أو اذا لم تستوي اللحمة أو يمكن أن يغضب من باب التنكيد على العائلة اذا رأي الأب أبناءه و زوجته فرحين.
ونسأل من أين يأتي الضغط والسكري؟!
واذا قرر الشعب أن لا يغضب و أن يعيش “كول” فتتبرع الحكومات بإغضابنا والتنكيد علينا بقراراتها وضرائبها و ارتفاع أسعارها، و إذا تعودنا عليها وقررنا أن نعيش عيشة بدون غضب ونكد يتبرع مجلس النواب بالتنكيد علينا وإغضابنا بتنظيرهم وكذبهم وصوتهم العالي الذي لا ينتج طحنا.
أما زلت تسأل لما الشعب الأردني في المراتب الأولى في الضغط والسكري؟!
مع ذلك فالغضب والنكد والفقر لا يمنعان شعبنا من تناول المنسف والليّة واللحمة لذلك احتل أيضا المراتب الأولى بالكوليسترول واليورك أسد “النقرس”.
نحن شعب المتناقضات نشتكي الفقر والعوز ونتذمر من رفع الأسعار والضرائب ويصيبنا الضغط والسكري منها ومع ذلك يصيبنا الكوليسترول ويرتفع عندنا اليورك أسد من شراهتنا ونوعية الأكل.
اذن فالحكومات ليست هي السبب الرئيسي لأمراضنا بل سلوكنا وثقافتنا والغيرة والحسد والنميمة وعيشة المظاهر التي نعيشها.
وحتى أنا إن أكملت هذا المقال سيرتفع ضغطي لأن النكد مُعدي كما أن الفرح مُعدي أيضاً.
أتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والسرور وأن يبعد عنكم الله، السكري والضغط والكوليسترول ولكن ليست دائماً تتحقق الأمنيات.