مقالات

محاربة الفكر المنحرف ضرورة وطنية

egfwergfأخبار الأردن  – نبراس نيوز –

 

يبني الفكر الطيب المجتمع ويرفع منظومة قيمه ويحميه من الانحراف والتصلب ويضع الانسان في اعلى مراتب الانسانية، لكن اين هو الان؟ لماذا يغيب لصالح الفكر المنحرف ؟ ولماذا يتجذر الفكر المنحرف بين فئات الشباب ويفرض وجوده في المجتمعات ؟ واين المجتمع من حاملي هذا الفكر الظلامي، ولماذا يترك دعاة هذا الفكر ليمسحوا عقول الشباب؟ وما دور المدارس والجامعات والمنابر والمساجد والدعاة ورجال الفكر من هذه الموجة التي باتت تفرض ارهابها وافكارها؟ ولماذا يختلط الحابل بالنابل حتى غدا العالم يعيش على ايقاعات افكارهم، ولماذا تستمر الفضائيات في استعراضاتها وألوانها وعلى مدار الساعة ولا تفكر بنزع هذا الفتيل من عقول هؤلاء الشباب؟ وهي تعلم ان نتائج عروضها وبرامجها الترفيهية التي تتجاوز المألوف تشكل ردات فعل قاسية وغاضبة، يحصد معها المجتمع المزيد من العنف والقهر والدماء والارهاب، والمعروف ان هذا الضرب من الفكر يأتي من الخارج، وتقوم عليه جماعات تضلل الشباب وتوهمهم ان هذه الدنيا لا قيمة لها، وأن الوصول الى الجنة لا بد من قهر العدو المفترض باتباع أساليب القتل بكل أشكالها لقتل الابرياء حتى وإن كانوا في المساجد! وهؤلاء المجرمون لا يفرقون بين عدو وصديق، وبين مؤمن وملحد، وبين محتل وآمن، الكل امامهم واحد.

إنّ حاملي هذا الفكر المنحرف يجب ان يحاربوا بالوسائل المتاحة كلها، لكي يعودا إلى رشدهم وصوابهم وحياتهم الطبيعية، والمواطن الصالح سواء كان في الشارع او السيارة او شاهد شخصا او فئة او اي شيء يشك به عليه سؤاله والابلاغ عنه، والمواطن هو الشرطي ورجل الامن في مكان تواجده أو عمله، وعليه مسؤولية تجاه نفسه ووطنه، ولا بد من الحذر والانتباه لكي نفوت الفرصة على عشاق الدماء؛ لان هذا الارهاب الجبان ينشر السخط والأحزان ويقطع الأوصال، وهؤلاء لا يشعرون بأوضاع الناس وظروفهم، فمتى يقلعون عن اجرامهم وبطشهم، ويواجهون مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وأولادهم وانسانيتهم ودينهم، ويعرفون ان الاسلام يرفض القتل والارهاب بكل اشكاله وألوانه؟ ومتى يقرأون قوله تعالى ويفهمونه ويتدبرونه: « ولا تقتلواالنفس التي حرم الله الا بالحق»؟ وقوله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما»، وقوله تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا»، وقول رسوله عليه الصلاة وأفضل السلام: « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرىء مسلم بغير حق»؟ فإلى متى يبقى هذا الفكر السادي يتلذذ بقتل الأطفال والافراح والشيوخ والنساء، وهؤلاء الذين ينتسبون الى الاسلام شكلا، ولا يعرفون قيمة القرآن ولا يفهمون تلك المعاني التي تحرم على المسلم إيذاء البشر أنى كانوا في الشواراع او المطاعم أو المساجد أو أي مكان كان؟ أقول: هذه الأساليب بكل اشكالها والوانها مرفوضة ولا تقرها شريعة او دين او عقيدة او مبدأ ولا حتى شريعة الغاب.

وبعد، لنحافظ على الاردن قويا ونمضي معه في محاربة مثل هذا الفكر الهدام، لترسيخ فكر مضاد له ينهض على الاسلام المعتدل والمحبة والاخوة والتسامح والعدل والأمن، يحافظ الدماء والأعراض والأوطان والحياة، وجهود الاردن واضحة في هذا الاتجاه ورسالة عمان القائمة على الاسلام المعتدل خير مثال على هذا النهج السليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى