مقالات

أمين زيادات يكتب: السياحة مثل السياقة فن وذوق وأخلاق!!

amin zyadatأخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات..السياحة في كل العالم إحدى أهم ركائز الدولة فهي أهم مصادر الدخل لخزينة الدولة والتي ينعكس دخلها على البنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطن.

لكن ماذا يعيق العمل السياحي وجذب السياحة للأردن ، رغم وجود عدد من الأماكن السياحية الفريدة والمميزة مثل البتراء والمغطس على سبيل المثال لا الحصر.

فأعداد السياح العرب والأجانب ما زالت متواضعة جداً لهذه المواقع الفريدة ، لماذا وأين تكمن المشكلة ؟!

المشكلة برأيي تكمن بثقافتنا في التعامل مع السائح بدءاً من مكاتب السياحة مروراً بشركات الطيران والدليل السياحي والفندق والمطعم ، فكثير من هذه العناصر تسيء بشكل مقصود أو غير مقصود للسائح القادم إن كان بسوء التعامل أو استغلاله وعندها لن يعود مرة أخرى ولن يدع غيره يأتي إلينا.

فجذب السياحة لأي دولة لم يعد بصرف مئات الآلاف على الإعلانات فأهم عنصر إعلاني اليوم هو السائح نفسه، بما يقوله لغيره وما يكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي فإما أن يكون كلاماً جميلاً يروج به للموقع أو تشويهاً له من خلال تجربته وزيارته.

ما أراه من خلال متابعتي اليومية لقطاع السياحة، البعض يستغل السائح استغلالاً سيئاً بصفته الشخصية ولا يهمه مصلحة البلد أو مصلحة المنشأة السياحية فكل ما يهمه ما يجنيه هو من هذا السائح لنفسه.

السياحة في الأردن بحاجة الى ثقافة رغم وجود كليات لتعليم السياحة والفندقة إلا أنها عاجزة عن تعليم ثقافة ومهنية وأخلاق العمل السياحي.

فما نراه في المطاعم والفنادق والأماكن السياحية هو أكبر دليل على تراجع السياحة الداخلية والخارجية، من حيث طريقة الاستقبال والتعامل وتقديم الطعام وجودته ، هذا ناهيك عن التلاعب بالفواتير رغم الأرباح الخيالية لهذه المنشآت السياحية.

فما ينفقه السائح أو المواطن الأردني على غداء أو عشاء في مطعم أو حتى إفطار حمص وفلافل يستطيع بها أن يقضي ليلة خارج الأردن.

إذا أردنا أن نُحسّن المنتج والدخل السياحي علينا فتح باب استقطاب كفاءات وعاملين من الخارج إن كان من دول عربية أو آسيوية، وعندها تصبح هناك منافسة في العمل بين العامل الأردني وغيره فيكفينا حديثاً عن البطالة التي من أجلها أُغلق هذا الباب ومن يعمل بقطاع السياحة من أصحاب العمل يعلم تماماً ماذا أقول وماذا أقصد فأنا أعرف ما يعاني صاحب العمل مع العامل الأردني ومع وزارة العمل وحتى نكون مُنصفين في هذا القطاع أردنيون مبدعون يعملون بكافة القطاعات والمنشآت السياحية الداخلية والعالمية برواتب خيالية فهم يتمتعون بمهنية عالية في هذا القطاع.

السياحة في الأردن وغيره من البلدان هي البترول والذهب وهي التي ترفد الخزينة بمليارات الدولارات وهذه المليارات إن أتت فهي التي تخفف من فرض الضرائب على المواطن فدخل السياحة في دول حولنا عشرات المليارات رغم الظروف الداخلية والخارجية بتلك الدول.

والأردن رغم ما يملك من استقرار وأمان وأماكن سياحية فريدة دخله متواضع جداً رغم ما ينشر من أرقام صادرة عن وزارة السياحة والتي لا أقتنع بها أبداً.

برأيي بداية العمل بثقافة السياحة لا بد أن يبدأ من بيت السياحة وهي وزارة السياحة بعمل هيكلة لكل العاملين بها ، الموظف الجيد والمهني يبقى ومن يعطل ويسيء لهذا القطاع يغادر.

قطاع السياحة هو قطاع تكاملي بين عشرات المهن والوظائف إن أساء إحداها فقد أساء للجميع ويذهب كل الجهد والعمل هباءاً.

فالسياحة مثل السياقة فن وذوق وأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى