أمين زيادات يكتب : قيادة السيارات في الاردن بلا فن ولا ذوق وبلا اخلاق!!!
بقلم-امين زيادات :في بداية ثمانينيات القرن الماضي ، عندما اراد والدي رحمه الله ان يعلمني قيادة السيارات وكان قد لاحظ انني عندما اركب معه انظر الى كل حركة يفعلها بقدميه ويديه وعينيه ، وعندما اراد ان يعلمني قيادة السيارة اجلسني خلف المقود وجلس بجانبي ومضت اكثر من نصف ساعة من الوقت وهو يعطيني ارشادات وتعليمات قيادة السيارة وانا انصت له ومتشوق لبدء القيادة.
أول جمله قالها لي ان القيادة (فن وذوق واخلاق) ، ولم اكن اعرف حينها ما هو التفسير الصحيح لهذه الكلمات فقد كان همي ان اقود المركبة ولو لمتر واحد ، وبعد سنين من القيادة بفن وذوق واخلاق ، عندما ارى كيف اصبحنا نقود السيارات بالاردن أتذكر كلام والدي رحمه الله بأن القيادة فن وذوق واخلاق .
ما نراه اليوم امام اعيننا صباحا وظهرا ومساءا في جميع ايام الاسبوع من قيادة السيارات فهي تخلو تماما من الفن والذوق والاخلاق
قيادة السيارات في الاردن اصبحت بلا اخلاق ، في شوارع عمان وباقي المحافظات وحتى القرى بلا استثناء تشعر انك في حرب او سباق سيارات ولكن بدون قواعد وقوانين .
عندما اتحدث عن قيادة المركبات بلا اخلاق اتحدث عن رجالا ونساءا وعن شبابا وشيبا ، فحوادث المركبات في الاردن أصبحت اداة قتل شباب في عمر الورد يموتون سنويا والسبب اننا نقود المركبة بلا اخلاق .
وجود الكاميرات والرادارات الثابتة والمتحركة ليست حل ، فالجميع يخفف السرعة قبلها ، وعندما يتعداها يعود للقيادة بتهور فالجميع يعرف اماكن وجودها .
الحل هو التركيز على التربية في البيت والمدرسة و الجامعة ، تربية الاخلاق والسلوك واحترام الانظمة والقوانين.. اقول احترامها وليس الخوف منها ، فالاحترام تربية وسلوك ، والخوف زمن لحظي ينتهي بانتهاء المسبب للخوف ، وهنا اتكلم عن الخوف من الانظمة والقوانين وليس احترامها ، في سيارات البعض تجد عصا ومسدس وسيف واشياء اخرى هي لزوم القتال والمشاجرات في اي لحظة على اشارة ضوئية او اولوية مرور.
نحتاج في الاردن الى ثورة في البيت والمدرسة ، ونحتاج الى ثورة في المناهج الدراسية التي لا تعلم الاخلاق ولا الذوق ولكنها تعلم العكس تماما ، نحتاج الى معلمين مؤهلين لتعليم الاخلاق والمحبة والعطاء
نحتاج الى ثورة بيضاء لتعليم منظومة الاخلاق للجميع بلا استثناء ، اباء وامهات وابناء وتربويين ورجال دين ، على وزارة التربية والتعليم ان تنسى التعليم ، فما نحتاجه هذه الايام هي التربية … التربية يا سادة .