د.انيس الخصاونة يكتب: على مكتب جلالة الملك: التعليم العالي وجامعاتنا تتطلع لرعايتكم
أخبار الأردن- نبراس نيوز- بقلم د.انيس الخصاونة.. لم يعد في العمر فسحة ولم يعد للصبر مكان بعد أن أمضينا 33 عاما في التعليم ،وبعد أن أسهمنا والحمدلله في تعليم أكثر من مائة ألف طالب منهم 8000 ضابط في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية . عدد من أعضاء حكومة جلالتكم بما فيهم رئيسها كانوا زملاء لنا في الدراسة في الولايات المتحدة ،وبعضهم من طلابنا أو كانوا من الممكن أن يكونوا من طلابنا لو درسوا في الجامعات التي تشرفنا بالتدريس بها.نعم لم يعد هناك فسح كثيرة للحديث عن المستقبل لنا فقد أصبح المستقبل ملكا لأبنائنا وأحفادنا ،وهذا يجعلنا أكثر حماسا لطرح بعض التحديات البارزة التي تواجه جامعاتنا وقطاع التعليم العالي بشكل عام. نعلم أن الملك يتلقى ملخص يومي عن وضع البلد الأمني والاقتصادي ،ونأمل إن يتمكن جلالته من قراءة فقرة مما نكتب عن شأنا مهما من شؤون التعليم العالي ،كيف لا والملك سبق وأن رعى الإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية ،واستضاف في ديوانه عدة اجتماعات ولقاءات حول إصلاح التعليم العالي وسير التطبيق الفعلي للإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية.
وسواء تمكن الملك من قراءة ما نكتب أم لم يتمكن، فإننا على يقين من أن التعليم العالي في الأردن لم يصل بعد إلى نقطة اللاعودة(Point of no Return ) ،وما زلنا نعتقد بأنه يمكن فعل الكثير لإنقاذ وضع جامعاتنا. بالطبع هذا لا يقلل من الحقيقة بأن قطاع التعليم العالي مأزوم مثله في ذلك مثل قطاعات أخرى مثل الزراعة والمواصلات والصناعة والمياه والتي تحظى باهتمام القيادة العليا للدولة. ما نريد أن نوصله للملك هو أن الاستراتيجيات والخطط والموارد لوحدها لا تستطيع أن تنقذ الجامعات إن لم تتوفر الإرادة والإدارة ،حيث يشكل رؤساء الجامعات ومجالس الأمناء والعمداء محاور التغيير ووكلاءه ،وعليه فإن أسس اختيار رؤساء الجامعات قضية حيوية محورية في تطوير التعليم العالي .وعندما نتحدث عن اختيار رؤساء الجامعات فإننا بالضرورة نتحدث عن أسس ومعايير الإختيار وكذلك اللجان التي تتولى وضع هذه الأسس وتنفيذها لما لهذه اللجان من أحكام تقديرية ،قد تكون موضوعية أو غير موضوعية، تؤثر بنوعية وسوية رؤساء الجامعات الذين يقع عليهم الاختيار.
لقد قام مجلس التعليم العالي بتشكيل لجنة اختيار لرؤساء جامعات اليرموك والحسين بن طلال والعلوم والتكنولوجيا الاردنية ولم يتم البيان والاعلان عن أسس المفاضلة في حين تم توضيح شروط التقدم لهذه الوظائف.تشكيلة اللجنة التي قررها مجلس التعليم العالي عليها إشارات استفهام كبيرة منها أنها لجنة مسنة حيث أن أصغر أعضائها سنا عمره 64عاما في حين أن أحد أعضائها تجاوز 82 عاما ومن تبقى كلهم في منتصف أو أواخر السبعينات من العمر، ولم يتولى أي منهم رئاسة جامعة حكومية ليعرف عن كثب المتطلبات والمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق شاغل هذه الوظيفة.من جانب آخر فإن هناك شبهات تضارب مصالح (Conflict of Interests) في تشكيلة اللجنة حيث أن رئيسها هو في ذات الوقت مدير شركة خاصة (شركة كادر) التى تتعلق طبيعة عملها بتدريب المعلمين وهذه الشركة لها مراكز وتستعين بمنشآت بعض الجامعات الحكومية ،وقد سبق وأن قدم بعض المترشحين لرئاسة الجامعات ممن سبق وأن شغلوا موقع نواب رؤساء جامعات خدمات وتسهيلات مجانية من جامعاتهم للشركة المشار إليها في حين طالب مترشحين آخرين سبق وأن شغلوا ذات المواقع طالبوا الشركة ببدل استخدام قاعات ومرافق الجامعة ،علما بأن الشركة خاصة وربحية.هذا الوضع خلق اتجاهات إيجابية نحو بعض المترشحين الذين قدموا خدمات بالمجان للشركة في حين خلق اتجاهات سلبية نحو آخرين ممن عملوا على حفظ حقوق الجامعات وطالبوا الشركة بدفع بدلات مالية لقاء استخدم مرافق الجامعات.
جلالة الملك:إن قدر الله لكم أن تقرأو مقالتنا هذه فإننا نعتقد بأن تدخلكم ضروري لتجميد عمل لجنة اختيار رؤساء الجامعات ،ونأمل بأن تصدر إرادتكم السامية بتشكيل لجنة ملكية تقوم بهذا العمل لتتمكن جامعاتنا من الارتقاء لمستوى طموحاتكم وتتمكن من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية. لم يبقى أحد إلا وخاطبه العاملين في الجامعات لانقاذ الوضع وكتب الكتاب والمفكرون والمهتمون بشؤون التعليم العالي لرؤساء الحكومات مستنجدين بهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعيين رؤساء جامعات مخلصين مسلحين بالعلم والمعرفة يقدمون مصالح الوطن على مصالحهم ومصالح ذويهم، ولكن للأسف فالتجاوب محدود ولا يرقى لتوقعات قائد البلاد.أنت بعد الله الملجأ والملاذ لألاف الأساتذة والإداريين ولعشرات الألوف من ابنائكم الطلبة في الجامعات التي أسسها المرحوم والدكم الراحل الباني الحسين بن طلال وشيدها الأولى من الأردنيين الذين أسسوا الكليات والتخصصات والأقسام وأعلوا البنيان .حفظ الله الاردن وشعب الأردن من كل مكروه ودمتم ودام عزكم ….