مقالات

أمين زيادات يكتب: دبكة جورجينا ودبكتنا على تالينا…

zdddddddddddddأخبار الأردن- نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات : يبدو أننا أصبحنا شعب يُحب الانتقاد أكثر من العمل وقد منحنا الفيسبوك بشكل خاص ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى بشكل عام مساحة مجانية نكتب ونرسم وننتقد وننشر عليها مواهبنا السلبية.

في هذا المقال لا أدافع عن جورجينا ابراهيم التي عُينت في الملكية الأردنية مديراً للخدمات، فهي لا تعرفني وأنا لا أعرفها، ولكني قرأت سيرتها الذاتية بتمعن فمنذ عام 2006 تعمل في مجال تطوير الموظفين وحاصلة على عشرات الدورات الدولية بهذا المجال وتحمل درجة البكالوريس في برمجة الكمبيوتر والماجسيتر في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية والدكتوراه في إدارة الأعمال من باريس.

أهذا كله لا يؤهلها لأن تكون مديرة للخدمات في الخطوط الملكية أو في مكان آخر؟ أو يمكن أننا رفضنا تعينها أو انتقدناه لأنها لبنانية الأصل والأردن مليء بالكفاءات.

لكننا نسينا أن آلاف الأردنيين يعملون في الخليج و أوروبا وأمريكا والدول العربية وحتى في دول آسيا، في وظائف متقدمة وبرواتب مرتفعة جداً في القطاع الخاص، فلماذا لا يثور عليهم الشعب هناك ويعيدهم إلينا ؟!

للذين لا يعلمون أقول: الخطوط الملكية شركة خاصة وليست حكومية وبالتالي المساهمين أو المالكين الكِبار هم أصحاب القرار في التعيين وليس الحكومة الأردنية التي تمتلك 26% فقط من رأس مال الشركة، مع احتفاظ الحكومة والضمان الاجتماعي بعدد من المقاعد في مجلس الإدارة وهو عدد تكريمي وليس حقوقي.

وأود أن أُضيف أن الذين انتقدوا تعيين جورجينا ابراهيم اللبنانية في الخطوط الملكية هم نفسهم انتقدوا تعيين عقل بلتاجي الأردني رئيساً لمجلس إدارة العبدلي وهي شركة لبنانية تعمل في الأردن والتي يملكها بهاء الدين الحريري اللبناني الجنسية.

ربما الأولى بنا أن نُطّور أنفسنا بالعلم والخبرات بدل من أن نجلس خلف أجهزة الكمبيوتر ليلاً نهار ننتقد الناجحين ونندب حظنا ونتباكى على الوطن ونحن جزءاً من هدمه وليس بناءه، بعكس آبائنا وأجدادنا الذين عملوا بجد وتعب وصبر إلى أن أوصلوا هذا الوطن الى مصاف الدول المتطورة ، ولكن جزء من هذا الجيل هدم كل ما بُني بكبسة كمبيوتر ونشرها على صفحات الفيسبوك.

انتقد ولكن النقد له أصول فالنقد يحتاج الى معلومات حقيقية دقيقة نستقيها من مصادر موثوقة وليس من بعض صفحات الفيسبوك و وسائل التواصل الأخرى والنقد يحتاج الى بدائل.

أنا أدعو الناس للانتقاد وتقديم البدائل ولكن بطرق علمية وبحلول واقعية، فهناك آلاف الأردنيين في الغربة عملوا واجتهدوا وأصبحوا من أصحاب الملايين وبعضهم المليارات ولم تسقط عليهم مطراً ولكنها جاءت بتعبهم وجهدهم وصبرهم، واذا عدنا لماضيهم فقد بدأوا عملهم في المطاعم ومحطات المحروقات و وظائف بسيطة جداً ولكنهم الآن من الأغنياء في العالم وأسمائهم لامعة في كثير من المجالات.

فلا شيء مستحيل إلا اذا جلسنا خلف الكمبيوتر وقلنا عنه مستحيل فعندها لا يمكن أن يتحقق لنا إلا الحزن والكآبة وانتقاد كل ناجح.

فدبكة جورجينا بالنسبة للبعض كانت عيب وبالنسبة للبعض الآخر هي نوع من الإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى