مقالات

كاتيا عباسي تكتب: ديمقراطية مين … والناس نايمين!

katiaأخبار الأردن-نبراس نيوز- بقلم كاتيا عباسي .. من  فرض علينا الديمقراطية كشعار يرن في الثورات العربية ،  من فرض علينا حرية وعدالة اجتماعية كمطلب للمسيرات الشعبية؟  بصراحة مطلقة وبعد تفكير عميق لا أجد أي مبرر لهذه المطالب، ولم أفهم كيف أصبحت هذه الكلامات الثلاث شعار رنان في كل هذه الثورات. يعني زي الي بروح على امتحان حافظ ومش فاهم.

فلنقف قليلاً عند كل واحدة منها. الديمقراطية فهمي كلمة يونانية الأصل ومعناها حكم الشعب، أو حكم عامة الناس، وعندما تم تطبيقها لأول مره كانت النخبة القليلة من الشعب تقرر مصير الأغلبية من الشعب أي الاغنياء والعائلات المرضي عنها والطبقة المنتفعة من القرارات هي التي تقرر مصير الشعب أي العامة الي بشتغلوا عندهم، وعلى مر التاريخ ومهما تغيرت المسميات والمصطلاحات وجيبها يمين وجيبها شمال هي هي، يعني الديمقراطية الي إحنا ذابحين حالنا عشانها برأيي المتواضع هي استمرار الغني بأخذ القرارات عن الفقير عشان هو يزيد غنى والفقير يزيد فقر.

وبعد قرائتي العديد من الدراسات والابحاث المتعلقة بالعلاقة بين الديمقراطية والنمو الاقتصادي، إلا أن أغلبها أكد أنه لا يوجد علاقة مباشرة تؤكد القول السائد بأن الديمقراطية هي أحد الاسباب المباشرة لتحقيق نمو اقتصادي ورخاء معيشي. وأن الانظمة ذات السلطة المركزية المتمثلة بحكم شخص واحد، سواء إجى إسقاط إنزال، والا بدبابة والا بالوراثة والا كيف ما إجى إجى وقعد على عرش السلطة لا يوجد ما يمنعه عن تحقيق نمو اقتصادي وعمل بنية تحتية وتعليم محترم وشارع مزفت وتوفير الخدمات الاساسية ومحاربة الفساد من ناحية مقارنة نظام بنظام من الزاوية التشكيلة. إلا أن أي نظام سياسي بالحلقة الاخيرة عبارة عن عملية أخذ قرار وتطبيقه، أي أن مشكلة التي تحول بين المسير بالوطن نحو الاتجاه الصحيح أو عدمه معتمد على منظومة القرارت وكيفية تطبيقها وليست مرتبطة بنوع النظام. يعني بكلمتين الي قاعد يأخذ قرار ابن حلال ولا لاء، بخاف الله ولا لاء، عنده ضمير ولا لاء مش أكتر.

طيب خلينا نتأمل بالحرية، الحرية بوجهة نظري هي أكون مين ما بدي أكون وكيف ما بدي أكون. يعني عندي كامل الأحقية بإني أختار ديني وجنسي وحبيبي وشو بدي أدرس وكيف بدي ألبس وين بدي أعيش وأعبر عن رأيي دون ما حدى يحكي عني كافر أو خارج عن طاعة ولي الأمر وبدون ما أتعرض لأي أذى كان نفسي أو معنوي أو جسدي لسبب إختياري وبنفس الوقت بحترم الاخر بكل اختلافاته، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

اسمح لي أن أعبر لك عن شعور أنظمتنا العربية السيادية والقمعية حين تطالب الشعوب بالحريات السياسية. فشعور النظام العربي زي شعورك بالزبط لما بنتك تقرر تصير بوذية عن قناعة وإيمان منطلق، يا ترى رح تحترم قرارها وتخليها تتحمل نتائجه، ردة فعلك لما ابنك يخبرك انو حاسس حاله مرة من جوه، رح تتقبلوا! هل بنتك لو قررت تتجوز مسيحي وهي مسلمة رح تحكي الي على دينه الله يعينه أو إذا حدى من عيلتك قرر يتجوز مدني رح تفهم مبرراته، وخبرني لو سمحت شو سقف حريتك مع نساء قبيلتك؟ الله يخليك قبل ما تشد على حالك وتنزل على الشارع تطالب بحرية بصوت عالي وبكل ثقة وكتير تنصدم على القرارات التعسفية والمحاكمات الغير عادلة، تذكر أن الحرية لا تتفصل على قياس حدى، ليس لها سقف ولا حد، الحرية يعني بدك نصير زي كند او فرنسا أو اليابان وغيرها. تذكر إنو كتير صعب أن تحصل على ايجابيات الحرية والديمقراطية وتتجنب سلبياتها إلي رح تأخذ معها عاداتك وتقاليدك وايمانك وحقوق الاقليات، إلا أنها أن أتت بحقيقتها ستأتي كنهر غاضب يغير ولا يتغير. فهل أنت مستعد؟

أما موضوع العدالة الاجتماعية فأكاد أن اجزم أنه لن تتحقق الا يوم المعياد، فهو اليوم الوحيد الذي سيكون عادل، فعلى مر التاريخ ومنذ الازل هناك ظالم ومظلوم، قاتل ومقتول، وزعيم ومزعوم. وأما إن سألت بماذا نطالب، رح أجاوب وأقول تعليم وصحة وبنية تحتية محترمة وفرص عمل للشباب وتسهيل الاستثمار وتشجيع ريادة الاعمال، يعني الي مفروض اي حكومة أن توفره لشعبها. وبالاخر النجاح أو الفشل بالحياة وتحقيق أحلامك وطموحاتك بإيدك إنت مش بيد الحكومة. ديمقراطية مين؟؟؟ الحق بانتظاره عند رب العالمين فقد ضاع بين أيدي الظالمين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى