الدكتور علي النظامي يكتب: هل الفوضى بالداخل الأردني أمرا مدبرا؟
أخبار الأردن- نبراس نيوز- بقلم الدكتور علي النظامي: هل الفوضى بالداخل الأردني أمرا مدبرا ومقصودا، وبالتالي أصبح أمرا مقضيا واستحقاق لا بد منه لأجل أهداف دولية ؟. بداية، دعوني اذكر بأمرين : الأول : لأجل تنفيذ أهداف كبرى في وسط سياسي وجغرافي معين، يخطط لذلك الخبثاء، وينفذ هذا المخطط العامة البسطاء المضطهدين، ويقطف ثمار ذلك كله الجبناء. الثاني : اذكر الأردنيين بما قاله نتن ياهو قبل شهرين : “الاردن مقبل على فوضى أشد من تلك التي حدثت في سوريا ” وطبعا من سوف يدير تلك الفوضى السفارة الاسرائيلية في عمان وعملائها من العرب، ومن الداخل الأردني، وللأسف الدولة الأردنية بدلا من العمل على تفادي المتوقع هذا، قامت بجملة إجراءات قاتلة تجاه المجتمع الأردني، من خلال رفع أسعار كل شيء، وسلوك الحكومة والنواب طرقا استفزازية تزيد من حالة الاحتقان، وكأن الأمر بات مدبرا، ولا أعلم، هل ذلك مقصود ام غير مقصود. لذلك لاحظوا معي إصرار تل أبيب على إعادة فتح السفارة في عمان، وكذلك تعين سفير لها أيضا، وبتدخل وضغط من واشنطن على عمان، ودفع 5 ملايين دينار للأردن كتعويض عن الاردنين الذين قتلوا على يد الصهاينة، وكل ذلك جاء فجاءة، وبعد تعنت إسرائيلي لمطالب الأردن، وشنها هجوما شرسا على الأردن أيضا، وفي الوقت نفسه وقبل أسابيع خلت، تقوم إسرائيل باقفال سفارتها في القاهرة، على رغم أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة من أكثر السفارات آمنا في العالم. المرعب بالأمر هو الصمت الرسمي الأردني، وعدم الشروع في حلول جدية تخفف من احتقان الشارع الأردني الملتهب ، ذاك الاحتقان الذي أصبح يأخذ شكل كرة الثلج المتدحرجة، وكذلك بروز جرائم جديدة لم تكن موجودة من قبل بهذا الكم، وهذا النوع، وهو عمليات السطو المسلح، والتي أصبحت تحدث يوميا وبشكل ملفت للانتباه، وهذا أمر مرعب أيضا، فمسالة استخدام السلاح بالسطو هي مقدمة لاستخدامه في أمور أخرى، وكذلك نجد أن الصمت المرعب ليس من الدولة الأردنية فقط، بل من النخب التي كانت تحسب يوما انها نخب وطنية، وتتغنى بالأردن، وكأن هذه النخب أصيبت بالخرس والطرش مرة واحدة ومجتمعه. إذن هناك شيء عظيم تخفيه الدولة الأردنية عن المجتمع الأردني، وهناك ايدي تحاول التسلل لكل التجمعات الشبابية التي تخرج محتجة على السياسات الحكومية، وما حصل في الكرك الليلة هي بداية هذا الأمر، فبعدما كانت الوقفة في الكرك سلمية أندس بينهم فئات ملثمة أفسدت تلك الوقفة،وهذه رسالة لكل من يقف اليوم في الشارع الأردني، والهدف إيقاع الفتنة بين الشارع الأردني وابنائنا من رجال الأمن، ولا نعلم ماذا سوف يحدث في قادم الأيام، خصوصا أن الأردنيين ما زالوا في الشارع. المتأمل لما يحدث اليوم في الأردن يرى ان الامور مجتمعيا أصبحت تتجه باتجاه فقدان السيطرة التدريحية، وفي المقابل لا يوجد حكومة وطنية بحجم التحدي الحالي والقادم، وكذلك وجود مجلس نواب هزيل وضعيف في الأداء، واعلام أردني يدار من فئات لها حساباتها الخاصة بالداخل والخارج، لذلك هذا الأمر يقودنا إلي التفكير الجدي بأن الأردن اليوم بداء ينفذ به مخطط خارجي، ووفق مراحل، وما سوف يخدم هذا المخطط هو العمالة الظاهرة والخفية في الأردن، وفي مستويات مختلفة، فهناك أطراف باتت ترتب أوراقها لمكاسب ما بعد اللعبة القادمة، وهي اليوم على استعداد للقيام بأي دور لأجل ذلك، ولكن هل الأردنيون اليوم لديهم وعي يمكنهم من حماية وطنهم، ام انهم مجتمع مهزوم ويعاني من أمراض اجتماعية عدة، وبالتالي سوف يكون الوطن لوحدة في مواجهة القادم، ومن ثم نصحوا ذات يوم، ونقول كان هنا وطن اسمه الأردن، وهذا أمرا ليس مستبعدا فالشمس لا تغطى بغربال،ومن لا يدرك حجم المؤامرة على هذا البلد فهو أحمق. المعنى أن الوطن الأردني بين فكي مؤامرة.